للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله بن رُمَيثة الطائيّ فأقدَم عليهم، فهزمتْ خيلُ عبد الله حتى انتهتْ إليه، وجُرح أصحابه (١). (٦/ ٣٣٩ - ٣٤٠).

قال أبو مِخَنف: فحدّثني أبو الزبير الهمْداني، قال: كنت في أصحاب ابن محمَّد إذ دعا الناس وجمعهم إليه ثمّ قال: اعبُروا إليه من هذا المكان، فأقحم الناسُ خيولَهم دُجيلَ من ذلك المكان الذي أمرهم به، فوالله ما كان بأسرَع من أن عَبَرَ عُظْم خيولِنا، فما تكاملت حتى حملْنا على مطهّر بن حرّ والطائيّ فهزمناهما يوم الأضحى في سنة إحدى وثمانين وقتلناهم قَتْلا ذريعًا، وأصبنا عسكرَهم، وأتت الحجاجَ الهزيمةُ وهو يخطُب، فصَعِد إليه أبو كعب بن عبيد بن سَرْجِس فأخَبَره بهزيمة الناس، فقال: أيّها الناس، ارتحِلوا إلى البصرة إلى معسكر ومقاتَل وطعام ومادّة، فإنّ هذا المكان الذي نحن به لا يحمل الجند، ثمّ انصرفَ راجعًا وتبعتْه خيولُ أهل العراق، فكلما أدركوا منهم شاذًّا قتَلوه، وأصابوا ثِقْلًا حووْه، ومضى الحجاج لا يَلوى على شيء حتى نزل الزاوية وبعث إلى طعامِ التجار بالكلّاء فأخذه فحَمله إليه، وخلّى البَصرةَ لأهل العراق، وكان عامله عليها الحَكم بن أيّوب بن الحكم بن أبي عقيل الثقفيّ، وجاء أهل العراق حتى دخلوا البصرة، وقد كان الحجاج حين صدم تلك الصّدمة وأقبل راجعًا دعا بكتاب المهلَّب، فقرأه ثمّ قال: لله أبوه! أيّ صاحب حرب هو! أشار علينا بالرأي، ولكنّا لم نقبل (٢). (٦/ ٣٤٠).

وقال غيرُ أبي مِخنَف: كان عامل البصرة يومئذ الحَكم بن أيّوب على الصّلاة والصدقة، وعبد الله بن عامر بن مسمع على الشُّرَط، فسار الحجاج في جيشه حتى نزل رُسْتُقْباذ وهي من دَسْتَوَى من كور الأهواز، فعَسكر بها، وأقبل ابنُ الأشعث فنزل تُسْتر، وبينهما نهر، فوجّه الحجاج مُطَهّر بنَ حرّ العَكيّ في ألفي رجل، فأوقعوا بمسلحة لابن الأشعث، وسار ابن الأشعث مبادرًا، فواقَعهم، وهي عشيّةُ عرفَة من سنة إحدى وثمانين فيقال: إنهم قَتلوا من أهل الشام ألفًا وخمسمئة، وجاءه الباقون منهزمين، ومعه يومئذ مئةً وخمسون ألف ألف، ففرّقها في قُوّاده، وضمّنهم إياها، وأقبل منهزِمًا إلى البَصْرة، وخطب


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>