للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدفعهنّ إلى مرّة بن عطاء بن أبي السائب، فحمَلَهنّ إلى الطّبَسَين، ثمّ حملهنّ إلى العِراق، وقال يزيد لسعد بن نجد: مَن طعنَك؟ قال: حليس الشيبانيّ، وأنا والله راجلًا أشدّ منه وهو فارس. قال: فبلغ حُليسًا، فقال: كذب واللهِ, لأنا أشدُّ منه فارسًا وراجلًا، وهرب عبد الرحمن بنُ منذر بن بِشر بن حارثة فصار إلى موسى بنِ عبد الله بنِ خازم، قال: فكان في الأسرى محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعمرو بن موسى بن عبيد الله بن مَعمَر، وعيّاش بن الأسوَد بن عوف الزّهريّ والهلقام بن نُعيم بن القَعقاع بن مَعبد بن زُرارة، وفَيروز حصين، وأبو العِلْج مولَى عُبيد الله بن معمَرَ، ورجل من آل أبي عَقيل، وسَوّار بن مروان، وعبد الرحمن بن طلحة بن عبد الله بن خَلَف، وعبد الله بن فَضالة الزّهرانيّ.

ولحق الهاشميّ بالسِّند، وأتى ابنُ سَمُرة مروَ، ثمّ انصرف يزيدُ إلى مروَ وبعث بالأسرى إلى الحجاج مع سَبْرة بن نَخْف بن أبي صُفْرة، وخلى عن ابن طلحة وعبدِ الله بن فضَالة، وسعى قومٌ بعُبيد الله بن عبد الرحمن بن سَمُرة، فأخذه يزيدُ فحبسه (١). (٦/ ٣٦٨ - ٣٧٣).

وأمّا هشام فإنه ذكر أنه حدّثه القاسم بن محمد الحضرمي، عن حفص بن عمرو بن قَبيصة، عن رجل من بني حنيفة يقال له جابر بن عمارة، أنّ يزيدَ بن المهلب حبس عندَه عبدَ الرحمن بن طلحة وآمنَه، وكان الطلحيّ قد آلَى على يمينٍ ألا يرَى يزيدَ بنَ المهلب في موقف إلّا أتاه حتى يقبِّل يدَه شكرًا لما أبلاه، قال: وقال محمد بن سعد بن أبي وقاص ليزيدَ: أسألك بدعوةِ أبي لأبيك! فخلّى سبيلَه، ولقول محمد بن سعد ليزيدَ: "أسألك بدعوةٍ أبي لأبيك" حديثٌ فيه بعضُ الطول. (٦/ ٣٧٣ - ٣٧٤).

قال هِشام: حدّثني أبو مِخنَف: قال: حدّثني هشام بن أيّوب بن عبد الرحمن بن أبي عَقيل الثقفيّ، قال: بعث يزيد بن المهلب ببقية الأسرى إلى الحجاج بن يوسفَ؛ بعمَر بن موسى بن عُبيد الله بن مَعمَر، فقال: أنت صاحبُ شرطة عبد الرحمن؟ فقال: أصلح الله الأمير! كانت فتنةٌ شملت البَرَّ والفاجر،


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>