للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولده؛ فنظر فإذا جارية على بَعير، فقال: سلوا لمن هذه الجارية؛ فذهب بعض الأساورة فسأل ثم رجع، فقال: لزياد بن الحارث البكريّ - وزياد جالس - فقطب أسد، وقال: لا تنتهون حتى أسطوَ بالرجل منكم يكرُم عليّ، فأضرِب ظهره وبطنه، فقال زياد: إن كانت لي فهي حُرّة، لا والله أيّها الأمير ما معي امرأة، فإن هذا عدوّ حاسد.

وسار أسدٌ، فلما كان عند قنطرة عطاء، قال لمسعود بن عمرو الكرمانيّ، وهو يومئذ خليفة الكرمانيّ على الأزد: ابغني خمسين رجلًا ودابّة أخلفهم على هذه القنطرة، فلا تَدَع أحدًا ممن جازها أن يرجع إليها، فقال مسعود: ومِنْ أين أقدر على خمسين رجلًا! فأمر به فصُرع عن دابَّته، وأمر بضرب عنقه، فقام إليه قومٌ فكلَّموه فكفّ عنه، فلما جاز القنطرة نزل منزلًا، فأقام فيه حتى أصبح، وأراد المقام يومه، فقال له العُذافير بن زيد: ليأتمر الأمير على المقام يومه حتى يتلاحق الناس. قال: فأمر بالرحيل وقال: لا حاجة لنا إلى المتخلّفين، ثم ارتحل، وعلى مقدّمته سالم بن منصور البَجَليّ في ثلثمئة، فلقي ثلثمئة من الترك طليعة لخاقان، فأسر قائدهم وسبعة منهم معه، وهرب بقيّتهم، فأتى به أسد. قال: فبكى التركيّ، قال: ما يبكيك؟ قال: لستُ أبكي لنفسي، ولكني أبكي لهلاك خاقان، قال: كيف؟ قال: لأنه قد فرّق جنوده فيما بينه وبين مَرْو.

قال: وسار أسد؛ حتى نزل السِّدْرة - قرية ببلخ - وعلى خيل أهل العالية ريحان بن زياد العامريّ العبدليّ من بني عبد الله بن كعب. قال: فعزله، وصيّر على أهل العالية منصور بن سالم، ثم ارتحل من السِّدرة، فنزل خريستان، فسمع أسد صهيل فرس، فقال: لمن هذا؟ فقيل: للعقّار بن ذُعَيْر، فتطيّر من اسمه واسم أبيه، فقال: ردّوه قال: إني مقتول بجرأتي على الترك، قال: أسد: قتلك الله! ثم سار حتى إذا شارف العَثن الحارّة استقبله بشْر بن رزين - أو رزين بن بشر - فقال بشارة ورزانة؛ ما وراءك يا رزين؟ قال: إن لم تغثنا غلبنا على مدينتنا، قال: قل للمقدام بن عبد الرحمن يطاول رمحي، فسار فنزل من مدينة الجُوزجان بفرسخين، ثم أصبحنا وقد تراءتْ الخيلان، فقال خاقان للحارث: مَنْ هذا؟ فقال: هذا محمد بن المثنى ورايته؛ ويقال: إن طلائع لخاقان انصرفت إليه فأخبرتْه أنّ رهجًا ساطعًا طلع من قِبَل بلْخ، فدعا خاقان الحارث، فقال: ألم

<<  <  ج: ص:  >  >>