ائذن له، فدخلت: فقال: ويل أمها سُخْطَة! قال: فلم أستقرَّ حتي دخل الحكَم بن الصّلْت، فقعد معه، فقال له خالد: ما كان ليلي عليّ أحد هو أحب إليّ منكم.
وخطب يوسف بالكوفة، فقال: إن أمير المؤمنين أمرني بأخذ عمال ابن النصرانيّة، وأن أشفِيَه منهم، وسأفعل وأزيد والله يا أهل العراق، ولأقتلنّ منافقيكم بالسيف وجُناتَكم بالعذاب وفسّاقكم، ثم نزل ومضي إلي واسط، وأتِيَ بخالد وهو بواسط.
قال عمر: قال حدثني الحكم بن النّضر: قال: سمعت أبا عبيدة يقول: لما حبس يوسف خالدًا صالحه عنه أبان بن الوليد وأصحابُه علي تسعة آلاف ألف درهم، ثم ندم يوسف. وقيل له: لو لم تفعل لأخذتَ منه مئة ألف ألف درهم. قال: ما كنت لأرجع وقد رهنت لساني بشيء. وأخبر أصحاب خالد خالدًا، فقال: قد أسأتم حين أعطيتموه عند أوّل وَهْلة تسعة آلاف ألف، ما آمن أن يأخذها ثم يعود عليكم، فارجعوا، فجاؤوا فقالوا: إنا قد أخبرنا خالدًا فلم يرضَ بما ضمنّا، وأخبرنا أنّ المال لا يمكنه، فقال: أنتم أعلم وصاحبكم؛ فأما أنا فلا أرجع عليكم؛ فإن رجعتم لم أمنعكم، قالوا: فإنا قد رجعنا، قال: وقد فعلتم! قالوا: نعم، قال: فمنكم أتي النقض؛ فوالله لا أرضي بتسعة آلاف ألف ولا مثليْها ولا مثلها، فأخذ أكثر من ذلك. وقد قيل: إنه أخذ مئة ألف ألف. [٧/ ١٥٠ - ١٥١].
قال الهيثم بن عديّ: أخبرني الحسن بن عمارة عن العُريان بن الهيثم، قال: كنت كثيرًا ما أقول لأصحابي: إنّي أحسب هذا الرجل قد تخلّي منه؛ إن قريشًا لا تحتمل هذا ونحوه؛ وهم أهل حسد، وهذا يُظهر ما يُظهر، فقلتُ له يومًا: أيها الأمير؛ إنّ الناس قد رمَوْك بأبصارهم، وهي قريش، وليس بينك وبينها إلّ (١)، وهم يجدون منك بُدًّا؛ وأنت لا تجد منهم بُدًا؛ فأنشدك الله إلا ما كتبت إلي هشام تخبره عن أموالك، وتعرض عليه منها ما أحبّ؛ فما أقدرك علي أن تتخذ مثلها؛ وهو لا يستفسدك؛ وإن كان حريصًا علي ذلك فلعمري لأنْ يذهب