باعث معكم رجلًا من الحرَس يأخذه بذلك؛ حتي يعجّل الفراغ، فقالوا: جزاك الله والرّحم خيرًا؛ لقد حكمتَ بالعدل، فسرَّح بهم إلي يوسف، واحتبس أيوب بن سلمة؛ لأن أمّ هشام بن عبد الملك ابنة هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزوميّ، وهو في أخواله، فلم يؤخذ بشيءٍ، من ذلك القَرْف.
فلما قدموا علي يوسف، أدخِلوا عليه، فأجلسَ زيد بن عليّ قريبًا منه، وألطفه في المسألة، ثم سألهم عن المال، فأنكروا جميعًا، وقالوا: لم يستودعنا مالًا، ولا له قِبَلنا حقّ، فأخرج يوسف يزيدَ بن خالد إليهم، فجمع بينه وبينهم، وقال له: هذا زيد بن عليّ، وهذا محمد بن عمر بن عليّ، وهذا فلان وفلان الذي كنتَ ادّعيت عليهم ما ادّعيت، فقال: مالي قِبَلهم قليل ولا كثير، فقال يوسف: أفبِي تهزأ أم بأمير المؤمنين! فعذّبه يومئذ عذابًا ظنّ أنه قد قتله، ثم أخرجهم إلي المسجد بعد صلاة العصر، فاستحلفهم، فحلفوا له، وأمر بالقوم فبسط عليهم؛ ما عدا زيدَ بن عليّ فإنه كفّ عنه فلم يقتدر عند القوم علي شيء. فكتب إلي هشام يُعلمه الحال، فكتب إليه هشام: أن استحلفْهم، وخلّ سبيلهم، فخلّي عنهم فخرجوا فلحقوا بالمدينة، وأقام زيد بن عليّ بالكوفة.
وذكر عُبيد بن جنّاد، عن عَطاء بن مُسْلم خفّاف أنّ زيد بن علي رأي في منامه أنه أضرَم في العراق نارًا، ثم أطفأها ثم مات، فهالتْه، فقال لابنه يحيي: يا بنيّ، إني رأيت رؤيا قد راعتني، فقصّها عليه، وجاءه كتاب هشام بن عبد الملك يأمره بالقدوم عليه، فقدِم، فقال له: الحق بأميرك يوسف، فقال له: نشدُتك بالله يا أمير المؤمنين، فوالله ما آمن إن بعثتَني إليه ألّا أجتمع أنا وأنت حيّين علي ظهر الأرض بعدها، فقال: الحق بيوسف كما تؤمر؛ فقدم عليه. [٧/ ١٦٠ - ١٦٢].
وقيل: إن زيدًا إنما قدم علي هشام مخاصمًا ابنَ عمّه عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ، ذُكِر ذلك عن جُويرية بن أسماء، قال: شهدتُ زيد بن عليّ وجعفر بن حسن بن حسن يختصمان في ولاية وقوف عليّ، وكان زيد يخاصم عن بني حُسيْن، وجعفر يخاصم عن بني حسن؛ فكان جعفر وزيد يتبالغان بين