للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويعلف دوابّهم، ولم يقُلْ في شيء يُسأله: لا، فقيل: له: إن في قولك: أنظرُ، عِدَةً ما يقيم عليها الطالب؛ فقال: لا أعوّد لساني شيئًا لم أعتَده، وقال:

ضمِنْتُ لكم إنْ لم تُعقْنِي عَوائِق ... بأَنَّ سَماءَ الضُرِّ عَنكم سَتُقْلِعُ (١)

سَيُوشِكُ إلحاقٌ مَعًا وزيادةٌ ... وأعطِيَة مِنِّي عَليكُمْ تَبَرَّعُ

مُحرَّمكُمْ دِيوانكُمْ وعطاؤكمْ ... به يكْتُبُ الكتَّابُ شَهْرًا وتَطبَعُ

* * *

وفي هذه السنة عقد الوليد بن يزيد لابنيْه الحكَم وعثمان البَيْعة من بعده، وجعلهما وليّيْ عهده؛ أحدهما بعد الآخر، وجعل الحكم مقدّمًا على عثمان، وكتب بذلك إلى الأمصار؛ وكان ممن كتب إليه بذلك يوسف بن عمر، وهو عامل الوليد يومئذ على العراق، وكتب بذلك يوسف إلى نَصر بن سيار؛ وكانت نسخة الكتاب إليه:

بسم الله الرحمن الرحيم، من يوسف بن عمر إلى نَصْر بن سيّار؛ أما بعد فإني بعثت إليك نسخًة كتاب أمير المؤمنين الذي كتب به إلى مَنْ قِبَلي في الذي ولّي الحَكَم ابن أمير المؤمنين وعثمان ابن أمير المؤمنين من العهد بعده مع عقّال بن شَبَّة التميميّ وعبد الملك القينيّ، وأمرتهما بالكلام في ذلك؛ فإذا قدما عليك فاجمع لقراءة كتاب أمير المؤمنين الناس، ومُرْهم فليحشُدوا له، وقُمْ فيهم بالذي كتب أمير المؤمنين؛ فإذا فرغت فقم بقراءة الكتاب، وائْذَن لمن أراد أن يقوم بخطبة، ثم بايع الناس لهما على اسم الله وبركته، وخذ عليهم العهد والميثاق على الذي نسختُ لك في آخر كتابي هذا الذي نسخ لنا أمير المؤمنين في كتابه، فافهمه وبايع عليه، نسأل الله أن يبارك لأمير المؤمنين ورعيّته في الذي قضي لهم على لسان أمير المؤمنين، وأن يصلح الحَكم وعثمان، ويبارك لنا فيهما؛ والسلام عليك.

وكتب النّضرْ يوم الخميس للنصف من شعبان سنة خمس وعشرين ومئة.

بسم الله الرحمن الرحيم، تبايع لعبد الله الوليد أمير المؤمنين والحكَم ابن


(١) الأغاني ٧: ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>