للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبناءُ المهلّبِ نحنُ صُلنا ... وقائِعَهُمْ وما صُلتُمْ مَصالا

وقد كانَتْ جُذَامُ على أخيهمْ ... ولخمٌ يقتُلونُهُم شلالا

هربنا أن نُساعِدَكُمْ عليهمْ ... وقد أخطا مُساعِدُكمْ وفالا

فإن عُدْتُمْ فإنَّ لنا سُيوفًا ... صَوارِمَ نَسْتَجِدُّ لها الصقالا

سَنَبَكِي خالِدًا بِمُهنَّداتٍ ... ولا تَذهَبْ صَنائِعُهُ ضَلالا

أَلمْ يَكُ خالدٌ غَيثَ اليَتامي ... إذا حَضرُوا وكنتَ لهم هُزالا!

يُكفِّنُ خالدٌ مَوْتي نِزار ... ويُثرِي حَيّهمْ نَشَبًا ومالا

لو أنَّ الجائِرينَ عليه كانوا ... بساحةِ قومِهِ كانوا نَكالا

ستَلقَى إن بَقِيتَ مُسَوّماتٍ ... عوابسَ لا يُزايلنَ الحِلالا

فحدّثني أحمد بن زهير، عن عليّ بن محمد، قال: فازداد الناس على الوليد حنَقًا لمّا روي هذا الشعر، فقال ابن بيض:

وصلتَ سَمَاءَ الضُّرِّ بالضرِّ بعدما ... زعمْتَ سَماءُ الضرِّ عنا سَتُقلَعُ

فليت هشامًا كان حيًّا يَسُوسُنا ... وكنَّا كما كنَّا نُرَجِّي ونَطمَعُ (١)

وكان هشام استعمل الوليد بن القعقاع على قِنسَّرين وعبد الملك بن القعقاع على حِمْص، فضرب الوليد بن القعقاع ابنَ هبيرة مئة سوط؛ فلما قام الوليد هرب بنو القعقاع منه، فعاثوا بقبْر يزيد بن عبد الملك؛ فبعث إليهم، فدفعهم إلى يزيد بن عمر بن هبيرة - وكان على قنَّسرين - فعذّبهم، فمات في العذاب الوليد بن القعقاع وعبد الملك بن القعقاع ورجلان معهما من آل القعقاع، واضطغن على الوليد آل الوليد وآل هشام وآل القعقاع واليمانية بما صنع بخالد بن عبد الله، فأتت اليمانية يزيدَ بن الوليد، فأرادوه على البَيْعة، فشاور عمرو بن يزيد الحكميّ، فقال: لا يبايعك الناس على هذا، وشاور أخاك العباس بن الوليد، فإنه سيّد بني مروان؛ فإنْ بايعك لم يخالفْك أحد، وإن أبي كان الناسُ له


(١) ابن الأثير: وقال أيضًا:
يا وَليدَ الخنَى ترَكتَ الطَّريقَا ... واضحًا وارتكبتَ فجًّا عميقًا
وتمادْيت واعتديتَ وأسرفـ ... ـتَ وأغويْتَ وانبعثْتَ فسوقَا
أبدًا هاتِ ثم هاتِ وهاتي ... ثمّ هاتي حتَّي تخرّ صَعِيقا
أنتَ سَكرانُ ما تفيقُ فما تَر ... تق فتقًا وقَدْ فتقْتَ فتُوقا

<<  <  ج: ص:  >  >>