سليمان بن هشام إلى أبي محمد السفيانيّ ويزيد خالد بن يزيد بن معاوية فأخِذا، فمرَّ بهما على الطُفيل بن حارثة، فصاحا به: يا خالاه! ننشدك الله والرّحم! فمضى معهما إلى سليمان فحبسهما، فخاف بنو عامر أن يقتلَهما، فجاءت جماعة منهم؛ فكانت معهما في الفُسطاط، ثم وجّههما إلى يزيد بن الوليد، فحبسهما في الخَضْراء مع ابني الوليد، وحبس أيضًا يزيد بن عثمان بن محمد بن أبي سفيان؛ خال عثمان بن الوليد معهم، ثم دخل سليمان وعبد العزيز إلى دمشق؛ ونزلا بعذراء، واجتمع أمر أهل دمشق، وبايعوا يزيد بن الوليد، وخرجوا إلى دمشق وحِمْص وأعطاهم يزيد العَطَاء، وأجاز الأشراف منهم معاوية بن يزيد بن الحصين والسِّمط بن ثابت وعمرو بن قيس وابن حُوَيّ والصقر بن صفوان؛ واستعمل معاوية بن يزيد بن حصين من أهل حمص، وأقام الباقون بدمشق، ثم ساروا إلى أهل الأردنّ وفلسطين وقد قتل من أهل حِمْص يومئذ ثلثمئة رَجُل. [٦/ ٢٦٤ - ٢٦٦].
قال: وحدّثني عثمان بن داود الخوْلانيّ، قال: وجّهني يزيد بن الوليد ومعي حذيفة بن سعيد إلى محمد بن عبد الملك ويزيد بن سليمان، يدعوهما إلى طاعته، ويعدهما ويمنّيهما، فبدأنا بأهل الأردنّ ومحمد بن عبد الملك، فاجتمع إليه جماعة منهم؛ فكلّمتُه فقال بعضهم: أصلح الله الأمير! اقتل هذا القدَريّ الخبيث، فكفهم عني الحكم بن جرو القيني. فأقيمت الصلاة فخلوتُ به، فقلتُ: إني رسول يزيد إليك، والله ما تركت ورائي راية تُعْقَدُ إلّا على رأس رجل من قومك، ولا دِرهم يخرج من بيت المال إلّا في يد رجل منهم؛ وهو يحمل لك كذا وكذا. قال: أنت بذاك؟ قلت: نعم: ثم خرجت فأتيت ضِبْعان بن رَوْح، فقلت له مثل ذلك، وقلت له: إنه يوليك فلسطين ما بَقِيَ، فأجابني فانصرفت، فما أصبحت حتى رَحل بأهلِ فلسطين.
حدّثني أحمد، عن عليّ، عن عمرو بن مَرْوان الكلبيّ، قال: سمعتُ محمد بن سعيد بن حسان الأردنيّ، قال: كنت عَيْنًا ليزيد بن الوليد بالأردنّ، فلما اجتمع له ما يريد ولّاني خراج الأردنّ، فلما خالفوا يزيد بن الوليد أتيتُ سليمان بن هشام، فسألته أن يوجّه معي خيلًا، فأشنّ الغارة على طَبريّة، فأبى سليمان أن يوجّه معي أحدًا، فخرجت إلى يزيد بن الوليد، فأخبرته الخبر، فكتب إلى