للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا آل يحيى إلى ما تُريدُ ... أتَتكَ الدِّماكُ بأخفافِها

دَعَوْتَ الجنُودَ إلى بيعَةٍ ... فأنصَفْتَها كُل إنصافِها

وطَدْتَ خُراسانَ للمسلمين ... إن الأَرض هَمَّتْ بإرجافها

وإنْ جُمِعَتْ ألفَةُ المسلمينَ ... صَرَفَتَ الضِّرابَ لأُلّافِهِا

أجارَ وَسَلَّمَ أهلَ البلا ... دِ والنازلينَ بأطرافِها

فَصِرْتَ على الجندِ بالمشرقيْن ... لقوحًا لهمْ دَرُّ أخلافِها

فنحن على ذاك حتى تبينَ ... مَناهِج سُبْلٍ لِعَرَّافها

وحتى تَبُوحَ قريشٌ بما ... تَجُنّ ضَمائرُ أَجْوافِها

فأقسَمتُ للمعْبَرَاتُ الرِّتا ... عُ لَلْعرْوُ أَوفى لأصوافِها

إلى ما تؤدِّي قريشُ البطَا ... حِ أخُلّافُها بَعدَ أَشرافِها

فإن كان مَنْ عَزَّ بزَّ الضَّعِيفَ ... ضَربْنَا الخيولَ بأَعْرافِها

وجَدنا العَلائفَ أنّى يكو ... نُ يُحْمَى أَوارِيُّ أعلافها

إذا ما تَشَارَكُ فيه كَبَتْ ... خَوَاصِرُها بَعْدَ إخطافِها

فنحن على عهدنا نَسْتَديمُ ... قُريشًا ونَرْضى بأَحلافِها

سنَرْضَى بظِلكَ كِنًّا لها ... وظِلُّكَ مِنْ ظِلِّ أَكنافِها

لَعَلّ قريشًا إذا ناضَلَت ... تُقَرْطسُ في بعض أهدافها

وتُلبِسُ أغْشيَةً بالعراقِ ... رَمَتْ دلوَ شَرْقٍ بِخُطَّافِها

وبالأُسْد مِنَّا وإنَّ الأُسودَ ... لها لِبَدٌ فوقَ أكتافِها

فإنْ حاذَرَتْ تَلَفًا في النِّفا ... رِ فالدهْر أَدْنى لإتلافها

فقد ثَبَتتْ بك أقدامُنا ... إذا آنهارَ منهارُ أجْرافِها

وَجَدْناكَ بَرًّا رؤوفًا بنا ... كرأْمَةِ أُمٍّ وإلطافِها

ولَمْ تَكُ بَيْعَتُنا خُلسَةً ... لأَسرَع نَسْفةِ خَطَّافِها

نِكاحَ التي أَسْرَعَتْ بالحليـ ... ـل قَبْلَ تَخَضُّبِ أَطْرافِها

فكَشَّفها البَعْل قبلَ الصَّدَا ... قِ فاسْتَقْبَلَتْه بمعْتافِهَا

قال: وكان نصر ولَّى عبد الملك بن عبد الله السلميّ خُوارزم؛ فكان يخطبهم ويقول في خطبته: ما أنا بالأعرابي الجلْف، ولا الفزاريّ المستنبط؛ ولقد كرّمتني الأمور وكرّمتها، أما والله لأضعنّ السيف موضعه؛ والسوط موضعه،

<<  <  ج: ص:  >  >>