للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاحبسه]، قال: لا، ولكن لي أولاد ذكور وإناث، فأزوّج بَنيّ من بناته وبنيه من بناتي؛ قالوا: لا، قال: فأبعث إليه بمئة ألف درهم، فإنه بخيل ولا يعطي أصحابه شيئًا، ويعلمون بها فيتفرّقون عنه، قالوا: لا. هذه قوة له، قال: فدَعوه على حاله يتَّقينا ونتَّقيه، قالوا [لا، قال]: فأرسل إليه فحبسه.

قال: وبلغ نصرًا أنّ الكرمانيّ يقول: كانت غايتي في طاعة بني مروان أن يقلَّد ولدي السيوف فأطلبَ بثأر بني المهلب، مع ما لقينا من نَصْر وجفائه وطول حرمانه ومكافاته إيانا بما كان من صنيع أسد إليه، فقال له عصمة بن عبد الله الأسديّ: إنها بدء فتنة، فتجنّ عليه فاحشة، وأظهر أنه مخالف واضرب عنقه وعنق سِباع بن النعمان الأزديّ والفَرَافصَة بن ظهير البكريّ، فإنه لم يزل متغضّبًا على الله بتفضيله مضر على ربيعة.

وكان بخراسان، وقال جَميل بن النعمان: إنك قد شرّفتَه وإن كرهتَ قتله فادفعه إليّ أقتله، وقيل: إنما غضب عليه في مكاتبته بكْر بن فراس البَهرانيّ عامل جرْجان، يعلمه حال منصور بن جمهور حين بعث عهد الكرمانيّ مع أبي الزّعفران مولى أسد بن عبد الله، فطلبه نصر فلم يقدرْ عليه، والذي كتب إلى الكرمانيّ بقتل الوليد وقدوم منصور بن جمهور على العراق صالح الأثرم الحرار.

وقيل: إن قومًا أتوا نصرًا، فقالوا: الكرمانيّ يدعو إلى الفتنة، وقال أصرم بن قبيصة لنصر: لو أن جُديعًا لم يقدر على السلطان والملك إلا بالنصرانية واليهودية لتنصر وتهوّد، وكان نصر والكرمانيّ متصافيين، وقد كان الكِرمانيّ أحسنَ إلى نصر في ولاية أسد بن عبد الله، فلما وليَ نصر خراسان عزَل الكِرمانيّ عن الرئاسة وصيَّرها لحرب بن عامر بن أيثم الواشجيّ، فمات حرب فأعاد الكرمانيّ عليها، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى عزله، وصيّرها لجميل بن النعمان، قال: فتباعد ما بين نصر والكرمانيّ فحبس الكرمانيّ في القهندز وكان على القهندز مقاتل بن عليّ المرئيّ - ويقال المريّ.

قال: ولما أراد نصر حبس الكِرمانيّ أمر عبيد الله بن بسّام صاحب حرسه؛ فأتاه به، فقال له نصر: يا كِرمانيّ، ألم يأتني كتاب يوسف بن عمر يأمرني بقتلك، فراجعتُه وقلت له: شيخ خراسان وفارسها، وحقنت دمك! قال: بلى! قال: ألم أغرم عنك ما كان لزمك من الغرم وقسمتُه في أعطيات الناس! قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>