للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حمقى، وأنه لا طاقة لهم به، وبمَن معه، فأجابه عامّتهم، وهرب مَنْ لم يثق به منهم إلى برّية كلب وباديتهم، وهم: السكسكيّ وعِصمة بن المقشعرّ وطفيل بن حارثة ومعاوية بن أبي سفيان بن يزيد بن معاوية، وكان صهر الأبرش على ابنته، وكتب الأبرش إلى مرْوان يعلمه ذلك، فكتب إليه مرْوان: أن اهدم حائط مدينتهم، وانصرف إليّ بمن بايعك منهم.

فانصرف إليه ومعه [من رؤوسهم الأصبغ بن ذؤالة وابنه حمزة وجماعة من رؤوسهم، وانصرف مَرْوان بهم على طريق البريّه على سورية ودير اللثق، حتى قدم الرُّصافة ومعه سليمان بن هشام وعمه سعيد بن عبد الملك وإخوته جميعًا وإبراهيم المخلوع وجماعة من ولَد الوليد وسليمان ويزيد، فأقاموا بها يومًا، ثم شخص إلى الرَّقة فاستأذنه سليمان، وسأله أن يأذن له أن يقيم أيامًا ليقوَى من معه من مواليه، ويجمّ ظهره ثم يتبعه، فأذن له ومضى مَرْوان، فنزل عند واسط على شاطئ الفرات في عسكر كان ينزله، فأقام به ثلاثة أيام، ثم مضى إلى قَرْقِيسيا وابنُ هبيرة بها، ليقدمه إلى العراق لمحاربة الضحاك بن قيس الشيبانيّ الحرُوريّ، فأقبل في نحو عشرة آلاف ممن كان مَرْوان قطع عليهم البَعْث بدير أيّوب لغزو العراق مع قوّادهم حتى حلُّوا بالرُّصافة فدعوا سليمان إلى خلع مروان ومحاربته [٧/ ٣١٢ - ٣١٦].

ويقال: إنّ عبد الله بن عمر لمّا وليّ العراق ولَّى الكوفة عبيد الله بن العباس الكنديّ، وعلى شرَطه عمر بن الغضبان بن القَبَعثري، فلم يزالا على ذلك حتى مات يزيد بن الوليد، وقام إبراهيم بن الوليد، فأقرّ ابن عمر على العراق، فولَّى ابنُ عمر أخاه عاصمًا على الكوفة، وأقرّ ابن الغضبان على شُرَطه، فلم يزالوا على ذلك حتى خرج عبد الله بن معاوية فاتّهم عمر بن الغضبان، فلما انقضى أمرُ عبد الله بن معاوية ولَّى عبدُ الله بن عمر عمرَ بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الكوفةَ، وعلى شُرَطه الحكم بن عتيبة الأسديّ من أهل الشام، ثم عزل عمر بن عبد الحميد عن الكوفة، ثم عزل عمر بن الغضبان عن شُرَطه وولى الوليد بن حسان الغسانيّ، ثم ولّى إسماعيل بن عبد الله القسريّ وعلى شرَطه أبان بن الوليد، ثم عزل إسماعيل وولّى عبد الصمد بن أبان بن النعمان بن

<<  <  ج: ص:  >  >>