للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشير الأنصاريّ، ثم عزله فولَّى عاصم بن عمر، فقدم عليه الضّحاك بن قيس الشيبانيّ.

ويقال: إنما قدم الضحاك وإسماعيل بن عبد الله القسريّ في القصر وعبد الله بن عمر بالحيرة وابن الحَرَشيّ بدير هند، فغلب الضحاك على الكوفة، وولّى مِلْحان بن معروف الشيبانيّ عليها، وعلى شرطه الصُّفرْ من بني حنظلة - حَروريَ - فخرج ابن الحَرشيّ يريد الشام، فعارضه مِلْحان، فقتله ابنُ الحَرَشيّ فولى الضحاك على الكوفة حسان فولَّي حسان ابنه الحارث على شرَطه.

وقال عبد الله بن عمر يرثى أخاه عاصمًا لما قتله الخوارج:

رَمَى غَرَضِي رَيْبُ الزَّمانِ فلَمْ يدَعْ ... غداةَ رَمَى للقَوْسِ في الكَفِّ مِنزَعا

رَمَى غرَضي الأَقصى فأَقصَدَ عاصِمًا ... أخًا كان لي حِرْزًا ومأْوًى ومفْزَعَا

فإنْ تكُ أحزانٌ وفائضُ عَبْرَةٍ ... أذابَتْ عبيطًا من دَم الجَوْفِ منقعَا

تَجرَّعْتُها في عاصِمٍ واحْتَسَيْتُها ... فأَعظَمُ منْها ما احْتسَى وتَجَرَّعا

فلَيْتَ المنايا كُنَّ خلَّفْنَ عاصِمًا ... فعِشْنا جَمِيعًا أوؤذَهَبْنَ بِنَا معا

وذكر أن عبد الله بن عمر يقول: بلغني أنّ عين بن عين بن عين بن عين يقتل ميم بن ميم بن ميم بن ميم، وكان يأمل أن يقتله؛ فقتله عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، فذكر أن أصحاب ابن عمر لما انهزموا فلحقوا بواسط، قال لابن عمر أصحابُه: علام تقيم وقد هرب الناس! قال: أتلوّم وأنظر .. فأقام يومًا أو يومين لا يرى إلا هاربًا، وقد امتلأت قلوبهم رُعبًا من الخوارج، فأمر عند ذلك بالرَّحيل إلى واسط، وجمع خالد بن الغُزَيّل أصحابَه، فلحق بمرْوان وهو مقيم بالجزيرة، ونظر عبيد الله بن العباس الكنديّ إلى ما لقيَ الناس، فلم يأمن على نفسه، فجنح إلى الضَّحاك فبايعه؛ وكان معه في عسكره، فقال أبو عطاء السنديّ يعيّره باتباعه الضحاك، وقد قتل أخاه:

قُلْ لعُبيد اللهِ لوْ كان جَعْفَرٌ ... هو الحَيّ لم يجنحْ وأَنْتَ قَتِيلُ

ولم يتبَع المرَّاقَ والثَّأْرُ فيهمُ ... وفي كفِّه عَضْب الذُّباب صَقِيل

إلى مَعْشَرٍ أرْدَوْا أخاك وأكفَرُوا ... أباك، فماذا بعد ذاك تَقُول!

<<  <  ج: ص:  >  >>