للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب الحارث بن سريج سيرته، فكانت تقرأ في طريق مَرْو والمساجد فأجابه قوم كثير؛ فقرأ رجل كتابه على باب نصر بماجان، فضربه غلمان نصر، فنابذه (١) الحارث، فأتى نصرًا هبيرة بن شرَاحيل ويزيد أبو خالد، فأعلماه، فدعا الحسن بن سعد مولى قريش، فأمره فنادى: إن الحارث بن سريج عدوّ الله قد نابذ وحارب، فاستعينوا الله ولا حوْل ولا قوّة إلا بالله.

وأرسل من ليلته عاصم بن عمير إلى الحارث، وقال لخالد بن عبد الرحمن: ما نفعل شعارَنا غدًا؟ فقال مقاتل بن سليمان: إن الله بعث نبيًّا فقاتل عدوًّا له، فكان شعاره "حم لا ينْصَرون"، فكان شعارهم "حم لا ينصرون"، وعلامتهم على الرّماح الصوف.

وكان سلْم بن أحْوَز وعاصم بن عُمير وقَطَن وعَقِيل بن معقل ومسلم بن عبد الرحمن وسعيد الصغير وعامر بن مالك والجماعة في طرف الطخارّية ويحيى بن حُضَين وربيعة في البخارييّن، ودلّ رجل من أهل مدينة مَرْو الحارث على نَقْب في الحائط، فمضى الحارث فنقَب الحائط، فدخلوا المدينة من ناحية باب بالين وهم خمسون، ونادوْا: يا منصور - بشعار الحارث - وأتوا باب نِيق، فقاتلهم جَهْم بن مسعود الناجيّ، فحمل رجل على جَهْم فطعنه في فيه فقتله، ثم خرجوا من باب نِيق حتى أتوا قبة سلْم بن أحوز فقاتلهم عصْمة بن عبد الله الأسديّ وخضِر بن خالد والأبرد بن داود من آل الأبرد بن قرّة، وعلى باب بالين حازم بن حاتم، فقتلوا كلّ من كان يحرسه، وانتهبوا منزلَ ابن أحوز ومنزل قُدَيد بن منيع؛ ونهاهم الحارث أن ينتهبوا منزل ابن أحوز ومنزل قُدَيد بن مَنِيع ومنزل إبراهيم وعيسى ابني عبد الله السلميّ إلا الدوابّ والسلاح، وذلك ليلة الإثنين لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة.

قال: وأتى نصرًا رسولُ سلْم يخبره دنوّ الحارث منه، وأرسل إليه: أخّرْه حتى نصبح، ثم بعث إليه أيضًا محمد بن قَطَن بن عمران الأسديّ، أنه قد خرج عليه عامّة أصحابه، فأرسل إليه: لا تبدأهم.


(١) المنابذة: نقض العهد. القاموس المحيط ص ٤٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>