للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهزيمة الحارث وهو معسكر بباب ماسَرْجَسَان على فرسخ من المدينة النَّضْر بن غلّاق السُّغديّ وعبد الواحد بن المنخَّل، ثم أتاه سوادة بن سريج، [وحاتم بن الحارث والخليل بن غزوان العذريّ، أتوه ببيعة الحارث بن سريج].

وأول من بايع الكرمانيَّ يحيى بن نعيم بن هبيرة الشيبانيّ، فوجه الكرمانيّ إلى الحارث بن سريج سورة بن محمد الكندي [إلى أسمانير] والسغديَّ بن عبد الرحمن أبا طعمة وَصْعبًا أو صُعيبًا، وصبّاحًا، فدخلوا المدينة من باب ميخان، حتى أتوْا باب ركَك، وأقبل الكِرمانيّ إلى باب حَرْب بن عامر، ووجّه أصحابه إلى نصر يوم الأربعاء، فترامَوْا ثم تحاجزوا، ولم يكن بينهم يوم الخميس قتال، قال: والتقوْا يوم الجمعة، فانهزمت الأزْد؛ حتى وصلوا إلى الكِرمانيّ، فأخذ اللواء بيده فقاتل به، وحمل الخَضر بن تميم وعليه تجْفافٌ، فرموْه بالنّشاب، وحمل عليه حبيش مولى نَصْر فطعنه في حَلْقه، فأخذ الخضر السّنَان بشماله من خلفه؛ فشبَّ به فرسه، وحمل فطعن حبيشًا فأذراه عن بِرْذونه، فقتله رجَّالة الكِرمانيَ بالعصيِّ.

قال: وانهزم أصحابُ نصر، وأخذوا لهم ثمانين فرسًا، وصرع تميم بن نصر، فأخذوا له برذَوْنين؛ أخذ أحدهما السُّغديَ بن عبد الرحمن، وأخذ الآخر الخَضِر، ولحق الخضر بسلم بن أحوْز، فتناول من ابن أخيه عمودًا فضربه فصرَعه، فحمل عليه رجلان من بني تميم فهرب، فرمى سَلْم بنفسه تحت القناطر وبه بضمع عشرة ضربة على بَيْضته فسقط، فحمله محمد بن الحدَّاد إلى عسكر نصر، وانصرفوا، فلما كان في بعض الليالي خرج نصر من مَرْو، وقُتِل عصمة بن عبد الله الأسديّ، وكان يحمي أصحاب نصر؛ فأدركه صالح بن القعقاع الأزديّ، فقال له عصمة: تقدّم يا مَزُونيّ، فقال صالح: أثبت يا خصيُّ - وكان عقيمًا - فعطَف فرسه فشبَّ فسقط، فطعنه صالح فقتله.

وقاتل ابن الديليمريّ، وهو يرتجز؛ فقتِل إلى جنب عصْمة، وقتل عبيد الله بن حوتمة السلميّ، رمى مروان البهرانيّ بجرُزة، فقتل؛ فأتي الكرمانيّ برأسه فاسترجع - وكان له صديقَّا - وأخذ رجل يماني بعنان فرس مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم فعرفه فتركه، واقتتلوا ثلاثة أيام، فهزمت آخرَ يوم المضرّيةُ اليمن، فنادى الخليل بن غزوان: يا معشرَ ربيعة واليمن؛ قد دخل

<<  <  ج: ص:  >  >>