الحارثُ السوق، وقتِل ابن الأقطع؛ ففتّ في أعضاد المضرّية، وكان أوّل من انهزم إبراهيم بن بسام الليثيّ، وترجّل تميم بن نصر، فأخذ برذَوْنه عبد الرحمن بن جامع الكنديّ، وقتلوا هَيَّاجًا الكلبيّ ولقيط بن أخضر؛ قتله غلام لهانئ البزّار.
قال: ويقال: لما كان يوم الجمعة تأهبَّوا للقتال، وهدموا الحيطان ليتَّسع لهم الموضع، فبعث نصر محمد بن قطن إلى الكرمانيّ: إنك لست مثل هذا الدبّوسيّ، فاتق الله، لا تشرع في الفتنة، قال: وبعث تميم بن نصر شاكريّته، وهم في دار الجَنوب بنت القعقاع؛ فرماهم أصحاب الكرمانيّ من السطوح ونذروا بهم، فقال عقيل بن معقِل لمحمد بن المثنَّى: علامَ نقتل أنفسنا لنصر والكرمانيّ! هلمّ نرجع إلى بلدنا بطَخارستان، فقال محمد: إن نصرًا لم يفِ لنا، فلسنا ندعَ حربه، وكان أصحاب الحارث والكرمانيّ يرمون نصرًا وأصحابه بعرّادة فضُرب سرادقه وهو فيه فلم يحوّله، فوجه إليهم سلْم بن أحوز فقاتلهم؛ فكان أوّل الظَّفرَ لنصر، فلما رأى الكرمانيّ ذلك أخذ لواءه من محمد بن محمد بن عَميرة، فقاتل به حتى كَسَره، وأخذ محمد بن المثنى والزّاغ وحِطَّان في كارابكل، حتى خرجوا على الرّزيق، وتميم بن نصر على قنطرة النهر، فقال محمد بن المثنى لتميم حين انتهى إليه: تنحّ يا صبيّ، وحمل محمد والزاغ معه راية صفراء، فصرعوا أعين مولى نصر، وقتلوه؛ وكان صاحب دواة نصر، وقتلوا نفرًا من شاكريّتِه وحمل الخضر بن تميم على سلْم بن أحوَز فطعنه، فمال السنان، فضربه بجُرْز على صدره وأخرى على منكبه؛ وضربه على رأسه فسقط، وحمى نصر أصحابه في ثمانية، فمنعهم من دخول السوق.
قال: ولما هزَمت اليمانيَة مُضَر، أرسل الحارث إلى نصر: إن اليمانيَة يعيّرونني بانهزامكم؛ وأنا كافّ؛ فاجعل حماة أصحابك بإزاء الكرْمانيّ، فبعث إليه نصر يزيد النحويّ أو خالدًا يتوثّق منه؛ أن يفيَ له بما أعطاه من الكفّ.
ويقال: إنما كفّ الحارث عن قتال نَصْر أن عمران بن الفضل الأزديّ وأهل بيته وعبد الجبار العدويّ وخالد بن عبيد الله بن حبيب العدويّ وعامة أصحابه نقِموا على الكِرماني فعلمه بأهل التبوشكان؛ وذلك أن أسدًا وجّهه [إليهم]، فنزلوا على حكْم أسد، فبَقر بطون خمسين رجلًا وألقاهم في نهر بَلْخ، وقطع