إنْ أنتمُ لَمْ تكرُّوا بَعْدَ جَوْلتِكُمْ ... حتَى تُعِيدُوا رِجالَ الأَزْدِ في الظَّهْر
إنِّي استَحَيْتُ لَكُمْ من بَذْلِ طاعَتِكُمُ ... هذا المَزُونيَّ يَجْبيكُم على قَهْر
وقال عبّاد بن الحارث:
ألا يا نَصْرُ قَدْ بَرَحَ الخَفاءُ ... وقد طالَ التَّمنِّي والرِّجاءُ
وأصْبَحَتِ المَزُونُ بأَرْضِ مَروٍ ... تُقَضِّي في الحكومَةِ ما تَشاءُ
يَجُوزُ قضاؤها في كُلِّ حُكْمِ ... على مُضَرٍ وإِنْ جارَ القضاءُ
وَحِمْيَرُ في مَجالسِهِا قُعُودٌ ... ترَقرَقُ في رَقابِهِمُ الدِّمِاءُ
فإنْ مُضَرٌ بذا رَضِيَتْ وَذلَّتْ ... فطالَ لها المَذَلَّة والشَّقَاءُ
وإنْ هِيَ أعتَبَتْ فيها وإلا ... فحَلَّ على عساكِرِها العفاءُ
وقال:
ألا يا أيها المرءُ الْـ ... لَذي قد شَفَّهُ الطَّرَبُ
أَفِقْ وَدَعِ الذي قَد كنْـ ... ـت تطلبُهُ ونَطَّلِبُ
فقد حَدَثَتْ بحَضْرَتنا ... أمُورٌ شأْنُها عجبُ
الأزْدُ رأيْتُها عَزَّتْ ... بمَرْوَ وَذَلّتِ العَرَبُ
فجَازَ الصُّفرُ لما كا ... ن ذاكَ وبُهْرِجَ الذهَبُ
وقال أبو بكر بن إبراهيم لعليّ وعثمان ابني الكرمانيّ
إني لمُرْتَحِلٌ أُريدُ بِمِدْحَتِي ... أخوَيْن فوْقَ ذُرَى الأَنامِ ذراهُما
سبقا الجيادَ فَلَمْ يزالا نُجْعَةً ... لا يَعْدَمُ الضَّيْفُ الغريبُ قراهُما
يسْتَعْلِيَانِ ويَجْريانِ إلى العُلا ... ويَعِيشُ في كَنَفيْهمَا حَيَّاهُما
أعْنِي عَلِيًّا إِنَّهُ وَوَزيرَهُ ... عُثمانَ ليسَ يَذِلُّ مَنْ والاهُما
جَرَيَا لكَيْمَا يَلحقَا بأبيهِمَا ... جَرْيَ الجيادِ من البعيدِ مَداهُما
فلئنْ هُما لَحِقا به لمُنَصَّبٍ ... يَسْتَعلِيانِ ويَلحقَانِ أبَاهُما
ولَئِنْ أَبَرَّ عليهمَا فَلَطَالما ... جَرَيا فَبذَّهُما وبَذّ سِواهُما
فلأَمْدَحَنَّهُمَا بما قدْ عاينَت ... عيني وإِنْ لَمْ أُحْصِ كلَّ نَداهُما
فَهُما التَّقيَّانِ المُشارُ إليْهما ... الحَامِلانِ الكاملان كِلاهُما
وهُما أزالا عن عرِيكَةِ ملكهِ ... نصْرًا ولاقى الذلَّ إذْ عاداهُما
نَفَيَا ابنَ أقطَعَ بعدَ قتل حُماتِهِ ... وتَقَسَّمَتْ أسلَابَهُ خَيلاهُما