للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحارث بن سُرَيج إذ قَصَدُوا لَهُ ... حتى تعاورَ رأْسَهُ سَيفاهُمَا

أخذا بِعَفْو أبيهما في قدرِهِ ... إذ عزَّ قَوْمهُما ومن والاهما

* * *

وفي هذه السنة وجّه إبراهيم بن محمد أبا مسلم إلى خراسان، وكتب إلى أصحابه: إني قد أمرته بأمري، فاسمعوا منه واقبلوا قوله؛ فإني قد أمّرته على خراسان وما غلب عليه بعد ذلك؛ فأتاهم فلم يقبلوا قوله، وخرجوا من قابل، فالتقوْا بمكة عند إبراهيم، فأعلمه أبو مسلم أنهم لم ينفذوا كتابه وأمره، فقال إبراهيم: إني قد عرضت هذا الأمر على غير واحد فأبوْه عليّ، وذلك أنه كان عَرض ذلك قبلَ أن يوجّه أبا مسلم على سليمان بن كثير، فقال: لا ألِي اثنين أبدًا، ثم عرضه على إبراهيم بن سلمة فأبى، فأعلمهم أنه أجمع رأيه على أبي مسلم، وأمرهم بالسمع والطاعة، ثم قال: يا عبد الرحمن، إنك رجلٌ منّا أهل البيت؛ فاحتفظ وصيَّتي، وانظر هذا الحيّ من اليمن فأكرمْهم وحُلّ بين أظهرهم؛ فإن الله لا يتمّ هذا الأمر إلا بهم؛ وانظر هذا الحيّ من ربيعة فاتَّهِمْهم في أمرهم، وانظر هذا الحيّ من مضر؛ فإنهم العدوّ القريب الدار، فاقتل مَنْ شككت في أمره ومن كان في أمره شبهة ومَنْ وقع في نفسك منه شيء؛ وإن استطعت ألّا تدع بخراسان لسانًا عربيًّا فافعل، فأيّما غلام بلغ خمسة أشبار تتّهمه فاقتله، ولا تخالف هذا الشيخ - يعني سليمان بن كثير - ولا تعصِه، وإذا أشكل عليك أمر فاكتفِ به منى (١) [٧/ ٣٤٢ - ٣٤٤].

وقال الواقدي: وافتتح مروان حمص وهدم سورها، وأخذ نُعيم بن ثابت الجُزاميّ فقتله في شوال سنة ثمان، وقد ذكرنا من خالفه في ذلك قبل. [٧/ ٣٤٨].

وقد حدثني محمد بن حسن: أن أبا حمزة مر بمعدن بن سليم وكثير بن


(١) ذكر الطبري هذا الخبر بلا إسناد، وبين مولد الطبري وهذه السنة (١٢٨) ما يقرب من قرن من الزمان فكيف لنا أن نتأكد من صحة هذا الخبر. بل هو خبر باطل، والإمام إبراهيم الهاشمي لم يدعُ إلى قتل العرب، وكيف وهو عربي قرشي ويدعو إلى الرضا عن آل محمد؟ ألا إنه خبر باطل لا أصل له والحمد لله على نعمة الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>