عبد الله عامل على المعدن، فسمع بعض كلامه، فأمره به فجلد سبعين سوطًا، ثم مضى إلى مكة، فلما قدم أبو حمزة المدينة، حين افتتحها تغيّب كثير حتى كان من أمرهم ما كان (١)[٧/ ٣٤٨].
*ذكر الخبر عن ذلك وكيف كان الأمر فيه:
قال عليّ بن محمد عن شيوخه: لم يزل أبو مسلم يختلف إلى خُراسان، حتى وقَعت العصبيّة بها؛ فلما اضطرب الحبل، كتب سليمان بن كثير إلى أبي سَلَمة الخلّال يسأله أن يكتب إلى إبراهيم، يسأله أن يوجّه رجلًا من أهل بيته، فكتب أبو سلمة إلى إبراهيم، فبعث أبا مسلم، فلما كان في سنة تسع وعشرين ومئة، كتب إبراهيم إلى أبي مسلم يأمره بالقدوم عليه ليسأله عن أخبار الناس، فخرج في النصف من جمادى الآخرة مع سبعين نفسًا من النقباء، فلما صار بالدَّنْدانقان من أرض خُراسان عرض له كامل - أو أبو كامل - قال: أين تريدون؟ قالوا: الحجّ، ثم خلا به أبو مسلم، فدعاه فأجابهم، وكفّ عنهم، ومضى أبو مسلم إلى بيوَرْد، فأقام بها أيامًا، ثم سار إلى نَسا؛ وكان بها عاصم بن قيس السُّلميَ عاملًا لنصر بن سيار الليثيّ؛ فلما قرب منها أرسل الفَضْل بن سليمان الطوسيّ إلى أسِيد بن عبد الله الخُزاعيّ ليعلمه قدومه، فمضى الفضل فدخل قريةً من قرى نَسا، فلقي رجلًا من الشيعة يعرفه، فسأله عن أسيد، فانتهره، فقال: يا عبد الله، ما أنكرت من مسألتي عن منزل رجل؟ قال: إنه كان في هذه القرية شرّ، سَعَى برجلين قدما إلى العامل، وقيل: إنهما داعيان، فأخذهما، وأخذ الأحجم بن عبد الله وغَيْلان بن فضالة وغالب بن سعيد والمهاجر بن عثمان. فانصرف الفضل إلى أبي مسلم وأخبره، فتنكَّب الطريق، وأخذ في أسفل القُرى، وأرسل طرخان الجمّال إلى أسيد، فقال: ادعُه لي ومَن قدرتَ عليه من الشيعة، وإياك أن تكلم أحدًا لم تعرفه، فأتى طرخان أسيدًا فدعاه، وأعلمه بمكان أبي مسلم، فأتاه فسأله عن الأخبار، قال: نعم، قدم الأزهر بن شعيب وعبد الملك بن سعد بكتبٍ من الإمام إليك، فخلّفا الكتبَ عندي وخرجا، فأخِذَا فلا أدري مَنْ سعى بهما! فبعث بهما العامل إلى عاصم بن قيس، فضرب