للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهاجرين عثمان وناسًا من الشيعة، قال: فأين الكتب؟ قال: عندي، قال: فائْتني بها [فأتاه بالكتب فقرأها].

قال: ثم سار حتى أتى قُومِس، وعليها بيهس بن بُديل العِجليّ، فأتاهم بَيْهس، فقال: أين تريدون؟ قالوا: الحجّ، قال: أفمعكم فضل بِرْذون تبيعونه؟ قال أبو مسلم: أما بيعًا فلا؛ ولكن خذ أيّ دوابَنا شئت؛ قال: اعرضوها عليّ، فعرضوها، فأعجَبَه برْذون منها سَمَنْد، فقال أبو مسلم: هو لك، قال: لا أقبله إلّا بثمن، قال: احتكم، قال: سبعمئة، قال: هو لك، وأتاه وهو بقومِس كتاب من الإمام إليه وكتاب إلى سليمان بن كثير؛ وكان في كتاب أبي مسلم: إني قد بعثت إليك براية النصر فارجع من حيث ألفاك كتابي، ووجّهْ إليّ قَحطبة بما معك يوافني به في الموسم، فانصرف أبو مسلم إلى خُراسان، ووجّه قحطبة إلى الإمام، فلما كانوا بنَسا عرض لهم صاحب مَسْلحة في قرية من قُرى نَسا، فقال لهم: من أنتم؟ قالوا: أردنا الحجّ، فبلغنا عن الطريق شيء خفناه، فأوصلهم إلى عاصم بن قيس السلَميّ، فسألهم فأخبروه، فقال: [ارتحلوا وأمر] المفضل بن الشرقي السلميّ - وكان على شُرطته - أن يزعجهم، فخلا به أبو مسلم وعرض عليه أمرهم، فأجابه، وقال: ارتحلوا على مَهل، ولا تعجلوا، وأقام عندهم حتى ارتحلوا.

فقدم أبو مسلم مرْو في أول يوم من شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومئة، ودفع كتاب الإمام إلى سليمان بن كثير، وكان فيه أن أظهرْ دعوَتك ولا تربّص، فقد آن ذلك، فنصبوا أبا مُسلم، وقالوا: رجل من أهل البيت، ودعْوا إلى طاعة بني العباس، وأرسلوا إلى مَنْ قرب منهم أو بعد ممن أجابهم، فأمروه بإظهار أمرهم والدعاء إليهم، ونزل أبو مُسلم قريةً من قرى خُزاعة يقال لها سفيذنج، وشيبان والكِرمانيّ يقاتلان نصر بن سيار، فبثّ أبو مسلم دعاتَه في الناس، وظهر أمره، وقال الناس: قدم رجل من بني هاشم، فأتوْه من كلّ وجه، فظهر يومَ الفطر في قرية خالد بن إبراهيم، فصلى بالناس يوم الفِطر القاسم بن مجاشع المَرائيّ، ثم ارتحل فنزل بالين - ويقالى قرية اللين - لخزاعة، فوافاه في يوم واحد أهلُ ستين قرية، فأقام اثنين وأربعين يومًا؛ فكان أوّلى فتح أبي مسلم من قبَل موسى بن كعب في بيوَرْد، وتشاغل بقتل عاصم بن قيس، ثم جاء فتح من قبل مَرْوالرّوذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>