للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليبعث به إليه في خيل؛ فوجه الوليد إلى عامل البَلْقاء فأتى إبراهيم وهو في مسجد القرية، فأخذه وكتفه وحمله إلى الوليد، فحمله إلى مَرْوان فحبسه مروان في السجن (١).

* * *

رجع الحديث إلى حديث نصر والكرمانيّ، وبعث أبو مسلم حين عظم الأمر بين الكرمانيّ ونصر إلى الكرمانيّ: إني معك، فقبِل ذلك الكِرمانيّ وانضمّ إليه أبو مسلم، فاشتدّ ذلك على نَصْر، فأرسل إلى الكِرمانيّ: ويلك لا تغترر! فوالله إني لخائف عليك وعلى أصحابك منه؛ ولكن هلمّ إلى الموادعة، فتدخل مَرْو، فنكتب بيننا كتابًا بصلح - وهو يريد أن يفرّق بينه وبين أبي مسلم - فدخل الكِرمانيّ منزله، وأقام أبو مسلم في المعسكر، وخرج الكِرمانيّ حتى وقف في الرَّحبَة في مئة فارس، وعليه قرطق خشكشونة، ثم أرسل إلى نصر: اخرج لنكتب بيننا ذلك الكتاب، فأبصر نصر منه غِرّة، فوجه إليه ابن الحارث بن سريج في نحو من ثلثمئة فارس، فالتقوا في الرَّحبَة، فاقتتلوا بها طويلًا.

ثم إنّ الكرمانيّ طُعِن في خاصرته فخرّ عن دابَّته، وحماه أصحابُه حتى جاءهم ما لا قِبل لهم به، فقتل نصر الكِرمانيَّ وصلبَه، ومعه سمكة، فأقبل ابنه عليّ - وقد كان صار إلى أبي مسلم، وقد جمع جمعًا كثيرًا - فسار بهم إلى نصر بن سيار فقاتله حتى أخرجه من دار الإمارة، فمال إلى بعض دور مَرْو، وأقبل أبو مسلم حتى دخل مَرْو، فأتاه عليّ بن جُديع الكرمانيّ فسلَّم عليه بالإمْرة، وأعلمه أنه معه على مساعدته، وقال: مُرْني بأمرك، فقال: أقم على ما أنت عليه حتى آمرك بأمري [٧/ ٣٦٨ - ٣٧١].

* ذكر الخبر عن ذلك وعن السبب الذي وصل به إلى الغَلَبة عليها:

ذكر عليّ بن محمد: أنّ عاصم بن حفص التميميّ ولخيره حدّثوه أنّ عبد الله بن


(١) هذا خبر منكر. ذكره الطبري بلا إسناد وكيف يأمر الإمام إبراهيم أبا مسلم بقتل كل عربي لقيه بخراسان، ونقباء الدعوة العباسية عرب أقحاح، ومعظم جيوشهم من أهل الشام وغيرهم من العرب، وإذا كان ذلك كذلك فلمَ لم يقتل أبو مسلم عرب أهل الشام في نهاوند، بعد أن انتصر عليهم، وكيف تثبت تهمة خطيرة كهذه بلا إسناد؟ وهل من المعقول أن يقول ذلك في ظرفٍ هو في أمس الحاجة إلى استمالة قلوب الناس؟ وانظر تعليقنا على الخبر [٧/ ٣٤٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>