الكساء، قال: إنا لله" قال: اسكت، فما تمّ سلطانك وأمرُك إلّا اليوم، ثم رمى به في دجلة.
قال عليّ: قال أبو حفص: دعا أمير المؤمنين عثمان بن نَهيك وأربعة من الحَرس، فقال لهم: إذا ضربت بيديّ إحداهما على الأخرى؛ فاضربوا عدّو الله، فدخل عليه أبو مسلم، فقال له: أخبرْني عن نَصْلَيْن أصبتَهما في متاع عبد الله بن عليّ، قال: هذا أحدهما الذي عليّ، قال: أرنيه فانتضاه، فناوله، فهزّه أبو جعفر، ثم وضعه تحت فراشه، وأقبل عليه يعاتبه، فقال: أخبرني عن كتابك إلى أبي العباس تنهاه عن الموات، أردتَ أن تعلّمنا الدّين! قال: ظننتُ أخذه لا يحلّ، فكتب إليّ، فلما أتاني كتابُه علمتُ أن أمير المؤمنين وأهل بيته معدن العلم، قال: فأخبرني عن تقدّمك إيايَ في الطريق؟ قال: كرهتُ اجتماعنا على الماء فيضرّ ذلك بالناس؛ فتقدّمتُك التماس الرّفق، قال: فقولك حين أتاك الخبر بموت أبي العباس من أشار عليك أن تنصرف إليّ: نقدم فنرى من رأينا؛ ومضيتَ فلا أنت أقمت حتى ألحقك ولا أنت رجعت إليّ! قال: منعنِي من ذلك ما أخبرتُك من طلب الرّفق بالناس، وقلت: نقدم الكوفة فليس عليه مني خلاف، قال: فجارية عبد الله بن عليّ أردتَ أن تتخذها؟ قال: لا؛ ولكني خفتُ أن تضيع، فحملتها في قبّة، ووكلتُ بها من يحفظها، قال: فمراغمتك وخروجك إلى خراسان؟ قال: خفتُ أن يكون قد دخلك مني شيء، فقلت: آتي خراسان، فأكتب إليك بعذري؛ وإلى ذلك ما قد ذهب ما في نفسك عليّ، قال: تالله ما رأيت كاليوم قطّ، والله ما زدتَني إلا غضبًا؛ وضرب بيده، فخرجوا عليه؛ فضربه عثمان وأصحابه حتى قتلوه.
قال عليّ: قال يزيد بن أسيد: قال أمير المؤمنين: عاتبتُ عبدَ الرحمن، فقلت: المال الذي جمعته بحرّان؟ قال: أنفقتُه وأعطيتُه الجند تقويةً لهم واستصلاحًا، قلت: فرجوعُك إلى خراسان مراغمًا؟ قال: دع هذا فما أصبحتُ أخاف أحدًا إلا الله؛ فغضبتُ فشتمته، فخرجوا فقتلوه.
وقال غير من ذكرت في أمر أبي مسلم: إنه لما أرسل إليه يوم قتِل، أتى عيسى بن موسى، فسأله أن يركب معه، فقال له: تقدّم وأنت في ذمتي؛ فدخل مضرب أبي جعفر؛ وقد أمر عثمان بن نَهيك صاحب الحرس، فأعدْ له شبيب بن