للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء يومئذ إسماعيل بن عليّ، وقد أغلقت الأبواب، فقال للبواب: افتح ولك ألف درهم؛ فأبى. وكان القعقاع بن ضرار يومئذ بالمدينة؛ وهو على شُرَط عيسى بن موسى، فأبلَى يومئذ؛ وكان ذلك كله في المدينة الهاشميّة بالكوفة.

قال: وجاء يومئذ الرّبيع ليأخذ بلجام المنصور، فقال له معن: ليس هذا من أيامك، فأبلى أبرويز بن المَصْمُغان ملكُ دنبَاوَند - وكان خالف أخاه، فقدم على أبي جعفر فأكرمه، وأجرى عليه رزقًا؛ فلما كان يومئذ أتى المنصور فكفَّر له، وقال: أقاتل هؤلاء؟ قال له: نعم، فقاتلهم؛ فكان إذا ضرب رجلًا فصرعه تأخّر عنه - فلما قُتِلوا وصلى المنصور الظهر دعا بالعشاء، وقال: أطلعوا معن بن زائدة، وأمسَك عن الطعام حتى جاءه معن؛ فقال لقُثم: تحوّل إلى هذا الموضع، وأجلس معنًا مكان قُثَم، فلما فرغوا من العشاء قال لعيسى بن عليّ يا أبا العباس، أسمعت بأشدّ الرجال (١)؟ قال: نعم، قال: لو رأيتَ اليوم معنًا علمتَ أنه من تلك الآساد، قال معن: والله يا أمير المؤمنين لقد أتيتُك وإني لوجِل القلب، فلما رأيت ما عندك من الاستهانة بهمْ وشدّة الإقدام عليهم، رأيت أمرًا لم أره من خلْق في حرب؛ فشدّ ذلك من قلبي وحملني على ما رأيت مني.

وقال أبو خزيمة: يا أميرَ المؤمنين، إنّ لهم بقيّة، قال: فقد ولّيتُك أمرهم فاقتلهم، قال: فأقتل رزامًا فإنه منهم، فعاذَ رِزام بجعفر بن أبي جعفر، فطُلب فيه فآمنه.

وقال عليّ عن أبي بكر الهُذليّ، فال: إني لواقف بباب أمير المؤمنين إذ طلع فقال رجل إلى جانبي: هذا رب العزّة! هذا الذي يطعمنا ويسقينا؛ فلما رجع أمير المؤمنين ودخل عليه الناس دخلتُ وخلا وجهه، فقلت له: سمعتُ اليوم عجبًا، وحدّثته؛ فنكتَ في الأرض، وقال: يا هذليّ يدخلهم الله النار في طاعتنا ويَعْتلهم أحبُّ إليّ لحِنْ أن يدخنهم الجنة بمعصيتنا.


(١) أبو بكر الهذلي ضعيف الحديث فقد قال ابن معين وغندر: لم يكن بثقة، وقال أبو حاتم لم يكتب حديثه، وقال الذهبي أخباري علامة لين الحديث ضعفه أحمد وغيره، وقال ابن حجر أخباري متروك الحديث من السادسة [تحرير التقريب/ تر ٨٠٠٢].
[ميزان/ تر ١٠٠٠٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>