للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانصرف، وكان محمد قد خرج قبل مقدَم أبي جعفر.

قال عليّ بن محمد: حدّثني عامر بن أبي محمد، قال: قال أبو جعفر لعمرو بن عبيد: أبايعتَ محمدًا؟ قال: أنا والله لو قلّدتْنِي الأمّة أمورها ما عرفتُ لهما موضعًا.

قال عليّ: وحدثني أيوب القَزّاز، قال: قلت لعمرو: ما تقول في رجل رضي بالصبر على ذهاب دينه؟ قال: أنا ذاك، قلت: وكيف؛ ولو دعوتَ أجابك ثلاثون ألفًا! قال: والله ما أعرف موضع ثلاثة إذا قالوا وفَّوْا، ولو عرفتُهُم لكنت لهم رابعًا. [٧/ ٥١٧ - ٥٢٢].

قال عمر: وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدثني الحارث بن إسحاق، قال: تكفّل زياد لأمير المؤمنين بابنيْ عبد الله أن يخرجهما له، فأقرّه على المدينة، فكان حسن بن زيد إذا علم من أمرهما علمًا كفَّ حتى يفارقا مكانهما ذلك؛ ثم يخبر أبا جعفر، فيجد الرَّسم الذي ذكر، فيصدقه بما رفع إليه؛ حتى كانت سنة أربعين ومئة، فحجّ فقسَم قسومًا خصّ فيها آل أبي طالب فلم يظهر له ابنا عبد الله؛ فبعث إلى عبد الله فسأله عنهما، فقال: لا علم لي بهما؛ حتى تغالظا، فأمصّه (١) أبو جعفر، فقال: يا أبا جعفر، بأيّ أمهاتي تُمصّني! أبفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أم بفاطمة بنت أسد، أم بفاطمة بنت حسين، أم أمّ إسحاق بنت طلحة، أم خديجة بنت خويلد؟ قال: لا بواحدة منهنّ؛ ولكن بالجرباء بنت قسامة بن زهير - وهي امرأةٌ من طيّئ - قال: فوثب المسيّب بن زهير، فقال: دعْني يا أميرَ المؤمنين أضرب عنق ابن الفاعلة، قال: فقام زياد بن عبيد الله، فألقى عليه رداءَه، وقال: هبه لي يا أمير المؤمنين؛ فأنا أستخرج لك ابنيْه فتخلّصه منه (٢).

قال عمر: وحدثني الوليد بن هشام بن قَحْذم، قال: فال الحزين الدّيليّ لعبد الله بن الحسن ينعىَ عليه ولادة الجرباء:


(١) في اللسان: "مصان ومصانة: شتم للرجل يعير برضع الغنم من أخلافها بفيه .... يعنون أنه يرضع الغنم من اللؤم؛ لا يحتلبها فيسمع صوت الحلب؛ ولهذا قيل: لئيم راضع، ويقال أمص فلانًا فلانًا؛ إذا شتمه بالمصان"، اللسان (٧/ ٩١).
(٢) الخبر في الأغاني ١٨: ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>