قال أبو زيد: وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، قال: كان لزياد بن عبيد الله كاتب يقال له حَفْص بن عمر من أهل الكوفة يتشيّع، وكان يثبّط زيادًا عن طلب محمد، فكتب فيه عبد العزيز بن سعد إلى أبي جعفر فحدره إليه، فكتب فيه زياد إلى عيسى بن عليّ وعبد الله بن الربيع الحارنيّ فخلّصاه حتى رجع إلى زياد.
قال عليّ بن محمد: قدم محمد البصرة مختفيًا في أربعين، فأتَوْا عبدَ الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فقال له عبد الرحمن: أهلكتَني وشهرتَني؛ فانزل عندي وفرِّقْ أصحابَك، فأبى، فقال: ليس لك عندي منزل؛ فانزل في بني راسب، فنزل في بني راسب.
وقال عمر: حدّثني سليمان بن محمد الساريّ، قال: سمعت أبا هبّار المُزَنيّ يقول": أقمنا مع محمد بن عبد الله بالبَصْرة يدعو الناس إلى نفسه.
قال: وحدثني عيسى بن عبد الله، قال: قال أبو جعفر: ما طمعت في بغية لي قطّ إذا ذكرت مكان بني راسب بالبصرة.
قال: وحدّثني أبو عاصم النّبيل، قال: حدثني ابن جَشِيب اللِّهْبِيّ، قال: نزلتُ في بني راسب في أيام ابن معاوية، فسألني فتىً منهم يومًا عن اسمي، فلطمه شيخ منهم، فقال: وما أنت وذاك! ثم نظر إلى شيخ جالس بين يديه، فقال: أترى هذا الشيخ نزل فينا أبوه أيام الحجاج، فأقام حتى ولد له هذا الولد، وبلغ هذا المبلغ، وهذا السنّ! لا والله ما ندري ما اسمه ولا اسم أبيه، ولا ممن هو!
قال: وحدّثني محمد بن الهذيل، قال: سمعتُ الزّعفرانيّ يقول: قدم محمد، فنزل على عبد الله بن شيبان أحد بني مُرّة بن عبيد، فأقام ستة أيام ثم خرج فبلغ أبا جعفر مقدمُه البصرة، فأقبل مُغِذًّا حتى نزل الجسر الأكبر، فأردنا عمرًا (١) على لِقائه، فأبى حتى غلبناه، فلقيَه فقال: يا أبا عثمان، هل بالبصرة أحد نخافه على أمرنا؟ قال: لا (١) قال: فأقتصرُ على قولك وأنصرف؟ قال: نعم؛
(١) في ابن الأثير: "فلقيه عمرو بن عبيد، فقال له: يا أبا عثمان؛ هل بالبصرة أحد تخافه على أمرنا؟ قال: لا"؛ وهذه العبارة أوضح.