للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذُ عمّاله وإشخاصُه وإياهم إلى أبي جعفر، فقدم أبو الأزهر المدينة لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ومئة، فوجد زيادًا في موكب له، فقال: أين الأمير؟ فقيل: ركب، وخرجت الرّسل إلى زياد بقدومه، فأقبل مسرعًا حتى دخل دار مَرْوان، فدخل عليه أبو الأزهر، فدفع إليه كتابًا من أبي جعفر في ثُلُث يأمره أن يسمع ويطيع، فلما قرأه قال: سمعًا وطاعة، فمرْ يا أبا الأزهر بما أحببت؛ قال: ابعث إلى عبد العزيز بن المطلب، فبعث إليه، فدفع إليه كتابًا أن يسمع لأبي الأزهر، فلما قرأه قال: سمعًا وطاعة؛ ثم دفع إلى زياد كتابًا يأمره بتسليم العمل إلى ابن المطلب، ودفع إلى ابن المطلب كتابًا بتوليته، ثم قال لابن المطلب: ابعث إليّ أربعة كبول وحدَّادًا، فأتِيَ بهما فقال: اشدد أبا يحيى، فشُدّ فيها وقبض ماله - ووجد في بيت المال خمسة وثمانين ألف دينار - وأخذ عماله، فلم يغادر منهم أحدًا؛ فشخص بهم وبزياد فلما كانوا في طرف المدينة وقف له عماله يسلّمون عليه، فقال: بأبي أنتم! والله ما أبالي إذا رَاكم أبو جعفر ما صنع بي! أي من هيئتَهم ومروّتهم.

قال عمر: وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدّثني الحارث بن إسحاق، عن خاله عليّ بن عبد الحميد، قال: شيّعنا زيادًا، فسرت تحت محمله ليلة، فأقبل عليّ فقال: والله ما أعرف لي عند أمير المؤمنين ذنبًا؛ غير أني أحسبه وجَد عليّ في ابنيْ عبد الله، ووجَد دماء بني فاطمة عليّ عزيزة. ثم مضوا حتى كانوا بالشقراء؛ فأفلت منهم محمد بن عبد العزيز، فرجع إلى المدينة، وحبس أبو جعفر الآخرين، ثم خلّى عنهم (١) [٧/ ٥٢٢ - ٥٣٠].

قال: وحدّثني عيسى بن عبد الله، قال: حدّثني مَنْ أصدِّق، قال: لما أنْ وجّه أبو جعفر مبهوتًا وابن أبي عاصية في طلب محمد، كان مبهوت الذي أخذ زيادًا، فقال زياد:

أكلَّفُ ذنبَ قومٍ لستُ منهمْ ... وما جَنَتِ الشِّمال على اليمين

قال: وحدّثني عيسى بن عبد الله، قال: حدّثني عبد الله بن عمران بن أبي فروة، قال: كنت أنا والشعبانيّ - قال: حدّثني عبد الله بن عمران بن


(١) الحارث بن إسحاق لم نجد له ترجمة وكذلك خاله علي بن عبد الحميد والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>