للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبيتُ كأَنِّي مُسْعَرٌ من تذكُّري ... رُقَيَّةَ جَمْرًا من غَضًا مُتَوقدا (١)

قال: وحدثني عيسى بن عبد الله بن محمد، قال: حدثني سليمان بن داود بن حسن، قال: ما رأيتُ عبد الله بن حسن جَزعِ من شيء مما ناله إلّا يومًا واحدًا؛ فإنَّ بعير محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان انبعث وهو غافلٌ، لم يتأهّب له، وفي رجليه سلسلة، وفي عنقه زمّارة، فهوى، وعلقت الزّمارة بالمحمَل، فرأيته منوطًا بعنقه يضطرب، فرأيت عبد الله بن حسن قد بكى بكاء شديدًا.

قال: وحدّثني موسى بن عبد الله بن موسى، قال: حدّثني أبي عن أبيه، قال: لما صرنا بالرَّبذة، أرسل أبو جعفر إلى أبي أن أرسِلْ إليّ أحدكم؛ واعلم أنه غير عائد إليك أبدًا، فابتدره بنو إخوته يعرِضون أنفسهم عليه، فجزاهم خيرًا، وقال: أنا أكره أن أفجعهم بكُمْ، ولكن اذهب أنت يا موسى، قال: فذهبتُ وأنا يومئذ حديث السنّ، فلما نظر إليّ قال: لا أنعم الله بك عينًا، السياطَ يا غلام، قال: فضُرِبتُ والله حتى غُشِيَ عليّ، فما أدري بالضرْب، فرُفعت السياط عني، ودعاني فقُرِّبت منه واستقربني.

فقال: أتدري ما هذا؟ هذا فيض فاض مني، فأفرغتُ منه سَجْلًا لم أستطع ردّه؛ ومن ورائه الموت أو تفتدى منه. قال: فقلمت: يا أميرَ المؤمنين؛ والله إن ما لي ذنب، وإني لبمعزِل عن هذا الأسر، قال: فانطلقْ فائْتني بأخويك، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، تبعثني إلى رياح بن عثمان فيضع عليّ العيون والرّصد، فلا أسلك طريقًا إلا تبعني له رسول، ويعلم ذلك أخواي فيهربان مني! قال: فكتب إلى رياح: لا سلطان لك على موسى، قال: وأرسل معي حرسًا أمرهم أن يكتبوا إليه بخبري، قال: فقدمت المدينة، فنزلت دار ابن هشام بالبلاط، فأقمتُ بها أشهرًا، فكتب إليه رياح: إنّ موسى مقيم بمنزله يتربّص بأليم المؤمنين الدوائر، فكتب إليه: إذا قرأتَ كتابي هذا فاحْدِرْه إليّ، فحدرني.

قال: وحدّثني محمد بن إسماعيل، قال: حدّثني موسى، قال: أرسل أبي


(١) هذا خبر منكر وابن أبي حرب مجهول ولا أدري كيف سوّد الطبري هذه الصفحات بهذه الكلمات البذيئة والاتهامات الرذيلة وبهذا الإسناد؟
سامحه الله وإيانا.

<<  <  ج: ص:  >  >>