للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أبي جعفر: إني كاتب إلى محمد وإبراهيم؛ فأرسل موسى عسى أن يلقاهما؛ وكتب إليهما أن يأتياه، وقال لي: أبلغهما عنّي فلا يأتياه أبدًا. قال: وإنما أراد أن يفلتني من يده - وكان أرقَّ الناس عليّ، وكنت أصغر ولد هند - وأرسل إليهما:

يا بْنَيْ أميَّةَ إِني عنكما غانِ ... وما الغِنَى غيرَ أَني مُرْعَشٌ فانِ

يا بنيْ أُمية إلّا تَرْحَمَا كِبَري ... فإِنما أنتما والثُّكْلُ مِثْلانِ

قال: فأقمت بالمدينة مع رسل أبي جعفر إلى أن استبطأني رياح، فكتب إلى أبي جعفر بذلك، فحدَرني إليه.

قال: وحدّثني يعقوب بن القاسم بن محمد، قال: أخبرني عمران بن محرز من بني البَكّاء، قال: خرج ببني حسن إلى الرَّبَذة، فيهم عليّ وعبد الله ابنا حسن بن حسن بن حسن، وأمُّهما حُبابة ابنة عامر بن عبد الله بن عامر بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة؛ فمات في السجن حسن بن حسن وعباس بن حسن، وأمّه عائشة بنت طلحة بن عمر بن عبيد الله وعبد الله بن حسن وإبراهيم بن حسن.

قال عمر: حدّثني المدائنيّ؛ قال: لما خُرج ببني حسن، قال إبراهيم بن عبد الله بن حسن، قال عمر: وقد أنشدني غير أبي الحسن هذا الشعر لغالب الهمْدانيّ:

ما ذِكْركَ الدِّمْنَةَ القِفَارَ وأَهـ ... ـلَ الدارِ إِمَّا نأَوْكَ أو قربوا

إلَّا سَفَاهًا وقد تفرَّعك الشيْـ ... ـبُ بلوْنٍ كأَنَّه العطبُ

ومَرَّ خمسون مِنْ سِنيك كما ... عَدَّ لك الحاسِبون إِذْ حَسبُوا

فَعدِّ ذِكر الشبابِ لَسْتَ له ... ولا إليك الشبابُ مُنقَلِب

إني عَرَتْني الهُموم فاحْتَضَرَ الـ ... ـهمّ وسادي فالقلبُ مُنشَعِبُ

واستُخْرِجَ النَّاس للشَّقاء وخُلِّـ ... ـفْتُ لِدَهْرٍ بِظهْرِهِ حَدَبُ

أَعْوَجَ يَسْتَعْذِبْ اللئامُ به ... ويحْتَويِه الكِرامُ إن سَرَبوا

نفْسي فدَتْ شَيْبَةً هُناكَ وظُنْـ ... ـبُوبًا به من قيوده نَدَبُ

والسَّادَةَ الغُرَّ من بَنيهِ فَما ... رُوقِبَ فيه الإِلهُ والنَّسَبُ

يا حَلَقَ القَيْد ما تضمَّنَ من ... حِلْم وَبرٍّ يَشُوبُهُ حَسَبُ

وأُمَّهاتٌ من العَواتِكِ أَخـ ... ـلصْنكَ بِيضٌ عَقائل عُرُبُ

كيْفَ اعْتِذاري إلى الإِلهِ ولم ... يُشْهَرن فيك المَأثُورَةُ القُضُبُ!

<<  <  ج: ص:  >  >>