وحدّثني محمد بن أبي حرب، قال: كان محمد بن عبد الله بن عمرو محبوسًا عند أبي جعفر، وهو يعلم براءته؛ حتى كتب إليه أبو عَوْن من خُراسان: أخبر أمير المؤمنين أنّ أهل خراسان قد تقاعسوا عنِّي، وطال عليهم أمر محمد بن عبد الله؛ فأمر أبو جعفر عند ذلك بمحمّد بن عبد الله بن عمرو، فضُربَتْ عنقُه، وأرسل برأسه إلى خراسان؛ وأقسم لهم أنه رأس محمد بن عبد الله، وأنّ أمه فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال عمر: فحدّثني الوليد بن هشام، قال: حدّثني أبي، قال: لما صار أبو جعفر بالكوفة، قال: ما أشتفي من هذا الفاسق من أهل بيت فسق، فدعا به، فقال: أزوَّجت ابنتك ابنَ عبد الله؟ قال: لا، قال: أفليستْ بامرأته؟ قال: بلى زوّجها إيّاه عمّها وأبوه عبد الله بن حسن فأجزتُ نكاحه، قال: فأين عهودك التي أعطيتني؟ قال: هي عليّ، قال: أفلم تعلم بخضاب! ألم تجد ريح طيب! قال: لا علم لي؛ قد علم القوم ما لك عليّ من المواثيق فكتموني ذلك كله، قال: هل لك أن تستقيلني فأقيلك، وتحدث لي أيْمانًا مستقبلة؛ قال: ما حنثت بأيماني فتجدّدها عليّ، ولا أحدثت ما أستقيلك منه فتُقيلني؛ فأمر به فضرب حتى مات، ثم احتزّ رأسه؛ فبعث به إلى خُراسان؛ فلما بلغ ذلك عبد الله بن حسن، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون! والله إن كنّا لنأمن به في سلطانهم، ثم قد قُتل بنا في سلطاننا.
قال: وحدّثني عيسى بن عبد الله، قال: حدّثني مسكين بن عمرو، قال: لما ظهر محمد بن عبد الله بن حسن، أمر أبو جعفر بضرب عنق محمد بن عبد الله بن عمرو، ثم بعث به إلى خُراسان، وبعث معه الرّجال يحلفون بالله إنه لمحمد بن عبد الله بن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عمر: فسألت محمد بن جعفر بن إبراهيم، في أيّ سبب قتل محمد بن عمرو؟ قال: أحتيج إلى رأسه.
قال عمر: وحدّثني محمد بن أبي حرب، قال: كان عوْن بن أبي عون خليفةَ
= ذكره ابن حبان في الثقات ولم يوثقه غيره ولم يكن في متن روايته نكارة وأية نكارة أشد من التي هاهنا وهذا يضاف إلى كون الطبري لم يصرح بالتحديث عن ابن شبة بل اطلع على كتابه على ما يبدو ومع ذلك قبلناه من باب التساهل في رواية التاريخ والخبر لا يصح ولم يؤيده غير الطبري والله أعلم.