للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه بباب أمير المؤمنين؛ فلما قُتل محمد بن عبد الله بن حسن وجّه أبو جعفر برأسه إلى خُراسان، إلى أبي عَوْن مع محمد بن عبد الله بن أبي الكرام وعَوْن بن أبي عَوْن؛ فلما قدم به ارتاب أهلُ خُراسان، وقالوا: أليس قد قُتل مرّة وأتيْنا برأسه! قال: ثم تكشّف لهم الخبر حتى علموا حقيقته؛ فكانوا يقولون: لم يُطَّلَع من أبي جعفر على كذبةٍ غيرها.

قال: وحدّثني عيسى بن عبد الله، قال: حدّثني عبد الله بن عمران بن أبي فروة، قال: كنا نأتى أبا الأزهر ونحن بالهاشميَّة أنا والشعبانيّ، فكان أبو جعفر يكتب إليه: من عبد الله أمير المؤمنين إلى أبي الأزهر مولاه، ويكتب أبو الأزهر إلى أبي جعفر: من أبي الأزهر مولاه وعبده، فلما كان ذات يوم ونحن عنده - وكان أبو جعفر قد ترك له ثلاثة أيام لا ينويها؛ فكنّا نخلو معه في تلك الأيام - فأتاه كتاب من أبي جعفر، فقرأه ثم رمى به، ودخل إلى بني حسن وهم محبوسون ... قال: فتناولتُ الكتاب وقرأته؛ فإذا فيه: انظر يا أبا الأزهر ما أمرتك به في مدلَّه فعجّله وأنفذه، قال: وقرأ الشعبانيّ الكتاب فقال: تدري مَن مدلّه؟ قلت: لا، قال: هو والله عبد الله بن حسن، فانظر ما هو صانع، قال: فلم نلبث أن جاء أبو الأزهر، فجلس فقال: قد والله هلك عبد الله بن حسن، ثم لبث قليلًا ثم دخل وخرج مكتئبًا، فقال: أخبرني عن عليّ بن حسن، أيُّ رجل هو؟ قلت: أمصدَّقٌ أنا عندك؟ قال: نعم، وفوق ذلك؛ قال: قلت: هو والله خير من تقلّه هذه وتظلّه هذه! قال: فقد والله ذهب.

قال: وحدّثني محمد بن إسماعيل، قال: سمعتُ جدّي موسى بن عبد الله يقول: ما كنّا نعرف أوقاتَ الصلاة في الحبس إلا بأحزاب كان يقرؤها عليّ بن حسن.

قال عمر: وحدّثني ابنُ عائشة، قال: سمعتُ مولىً لبني دارم، قال: قلت لبشير الرّحال ما يسرعك إلى الخروج على هذا الرجل؟ قال: إنه أرسل إليّ بعد أخذه عبد الله بن حسن فأتيتُه، فأمرني يومًا بدخول بيت فدخلته، فإذا بعبد الله بن حسن مقتولًا، فسقطت مغشيًّا عليَّ، فلما أفقت أعطيت الله عهدًا ألّا يختلف في أمره سَيْفان إلا كنتُ مع الذي عليه منهما.

وقلت للرسول الذي معي من قبَله: لا تخبره بما لقيتَ؛ فإنه إن علم قتلني.

<<  <  ج: ص:  >  >>