للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عمر: فحدّثت به هشام بن إبراهيم بن هشام بن راشد من أهل هَمذان، وهو العباسيّ أن أبا جعفر أمر بقتله، فحلف بالله ما فعل ذلك؛ ولكنّه دسّ إليه مَن أخبره أن محمدًا قد ظهرَ فقتِل، فانصدع قلبه، فمات.

وقال: وحدّثني عيسى بن عبد الله، قال: قال مَنْ بقي منهم: إنهم كانوا يسقَوْن؛ فماتوا جميعًا إلا سليمان وعبد الله ابني داود بن حسن بن حسن وإسحاق وإسماعيل ابني إبراهيم بن حسن بن حسن، وجعفر بن حسن، فكان من قتل منهم إنما قتل بعد خروج محمد.

قال عيسى: فنظرتْ مولاةٌ لآل حسن إلى جعفر بن حسن، فقالت: بنفسي أبو جعفر! ما أبصره بالرجال حيث يطلِقك وقتل عبد الله بن حسن! [٧/ ٥٤٧ - ٥٤٩].

* * *

* ذكر الخبر عن سبب حمله إياهم إلى العراق:

حدّثني الحارث بن محمد، قال: حدّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: لما ولَّى أبو جعفر رياحَ بن عثمان بن حيّان المريّ المدينَة، أمره بالجِدّ في طلب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وقلة الغفلة عنهما.

قال محمد بن عمر: فأخبرني عبد الرحمن بن أبي الموالى؛ قال: فجدَّ رياح في طلبهما ولم يداهنْ، واشتدّ في ذلك كلّ الشدّة حتى خافا؛ وجعلا ينتقلان من موضع إلى موضع، واغتَمّ أبو جعفر من تبغّيهما، وكتب إلى رياح بن عثمان: أن يأخذ أباهما عبد الله بن حسن وإخوته: حسن بن حسن وداود بن حسن وإبراهيم بن حسن، ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان - وهو أخوهم لأمهم فاطمة بنت حسين - في عدّة منهم، ويشدُّهم وثاقًا ويبعث بهم إليه حتى يوافوه بالرَّبَذة، وكان أبو جعفر قد حجّ تلك السنة وكتب إليه أن يأخذني معهم فيبعث بي إليه أيضًا، قال: فأدركت وقد أهللت بالحجّ، فأخِذْت فطرِحت في الحديد، وعورض بي الطريق حتى وافيتهم بالرَّبذة.

<<  <  ج: ص:  >  >>