للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفارسية "كوهبان"؛ فصعد إليه أصحابه حتى علوْا سلْعًا فنصَبُوا عليه راية سوداء، ثم انصبُّوا إلى المدينة، فدخلوها، وأمرتُ أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب - وكانت تحت عبد الله بن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس - بخمار أسود، فنصب على منارة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فلمّا رأى ذلك أصحابُ محمد تنادوا: دُخِلت المدينة، وهربوا، قال: وبلغ محمّدًا دخول الناس من سلْع، فقال: لكلّ قوم جبل يعصمهم؛ ولنا جبل لا نؤتَى إلّا منه.

وحدثني محمد بن إسماعيل، عن الثقة عنده، قال: فتح بنو أبي عمرو الغفاريون للمسوّدة طريقًا في بني غفار، فدخلوا منه حتى جاؤوا من وراء أصحاب محمد.

وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدثني عبد العزيز بن عمران، قال: نادى محمد يومئذ حُميد بن قحطبة: إن كنتَ فارسًا وأنت تعْتَدّ ذاك على أهل خُراسان فابرز لي، فأنا محمد بن عبد الله، قال: قد عرفتُك وأنت الكريم ابن الكريم، الشريف ابن الشريف؛ لا والله يا أبا عبد الله لا أبرز لك وبين يديّ من هؤلاء الأغمار إنسان واحد؛ فإذا فرغتُ منهم فسأبرزُ لك لَعَمْري.

وحدثني عثمان بن المنذر بن مصعب بن عروة بن الزبير، قال: حدّثني رجل من بني ثعلبة بن سعد، قال: كنت بالثنيّة يوم قُتِل محمد بن عبد الله بن حسن ومعه ابن خضير، قال: فجعل ابن قحطبة يدعو ابنَ خضير إلى الأمان، ويشحّ به عن الموت، وهو يشدّ على الناس بسيفه مترجّلًا، يتمثل:

لا تَسْقِهِ حَزرًا ولا حليبًا ... إن لم تجدْه سابحًا يَعْبُوبَا

ذا مَيْعَةٍ يَلتَهِمُ الجبوبَا ... كالذئب يتلو طَمَعًا قريبا

يبادر الآثارَ أن تَثُوبا ... وحاجبَ الجَونةِ أَن يغيبا

قال: فخالط الناس، فضربه ضارب على ألْيَته فخلّها، فرجع إلى أصحابه، فشقّ ثوبًا فعصَّبها إلى ظهره، ثم عاد إلى القتال، فضربه ضارب على حَجَاج عينه (١)، فأغمض السيف في عينه، وخرّ فابتدره القوم، فحزُّوا رأسه؛ فلما قتِل


(١) الحجاج: العظم الذي يثبت عليه الحاجب. اللسان (٢/ ٢٢٩) القاموس ص ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>