للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجّل محمد، فقاتل على جيِفته حتى قتل.

وحدثني مخلّد بن يحيى بن حاضر بن المهاجر الباهليّ، قال: سمعتُ الفضل بن سليمان مولى بني نُمير يخبِر عن أخيه - وكان قد قتل له أخ مع محمد - قال: كان الخُراسانية إذا نظروا إلى ابن خُضير تنادوا: "خضير آمد، خضير آمد! "، وتصعصعوا (١) لذلك.

وحدثني هشام بن محمد بن عروة بن هشام بن عروة، قال: أخبرني ماهان بن بخت مولى قَحْطبة، قال: أتِينا برأس ابن خضير؛ فوالله ما جعلنا نستطيع حَمْله لما كان به من الجِراح؛ والله لكأنه باذنجانة مفلّقة، وكنا نضمُّ أعظَمهُ ضمًّا.

وحدثني أزهر بن سعيد، قال: لما نظر أصحاب محمد إلى العلم الأسود على مَنارة المسجد فتّ ذلك في أعضادهم، ودخل حُميد بن قحطبة من زُقاق أشجع على محمد فقتله وهو لا يشعر، وأخذ رأسه فأتَى به عيسى، وقتَل معه بشرًا كثيرًا.

قال: وحدثني أبو الحسن الحذّاء، قال: أخبرني مسعود الرّحال، قال: رأيت محمدًا يومئذ باشرَ القتال بنفسه، فأنظر إليه حين ضربه رجلٌ بسيف دون شحمة أذنه اليمنى، فبرك لرُكبتيه وتعاوروا عليه، وصاحَ حُميد بن قحطبة: لا تقتلوه، فكفّوا، وجاء حميد فاحتزّ رأسه.

وحدثني محمد بن يحيى، قال: حدثني الحارث بن إسحاق، قال: برك محمد يومئذ لركبتيْه وجعل يذبّ عن نفسه ويقول: ويحكم! أنا ابن نبيكم، محرَج مظلوم!

وحدثني محمد بن يحيى، قال: حدّثني ابن أبي ثابت؛ عن عبد الله بن جعفر، قال: طعنه ابن قَحطبة في صدره فصَرعه، ثم نزل فاحتزّ رأسه، فأتى به عيسى.

وحدّثني محمد بن إسماعيل، قال: حدّثني أبو الحجاج المنقريّ، قال:


(١) الصعصعة: التفرق. القاموس ص ٩٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>