رأيتُ محمدًا يومئذ وإن أشبه ما خلق الله به لَمَا ذُكِر عن حمزة بن عبد المطلب، يهذّ الناس بسيفه هذًّا؛ ما يقاربه به أحد إلا قتله، ومعه سيف، لا والله ما يُليق شيئًا؛ حتى رماه إنسان بسهم كأني أنظر إليه، أحمر أزرق، ثم دهمتْنا الخيل، فوقف إلى ناحية جدار، فتحاماه الناسُ، فوجد الموت، فتحامل عِلى سيفه فكسره، قال: فسمعتُ جدّي يقول: كان معه سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذو الفَقار.
وحدّثني هرمز أبو عليّ مولى باهلة، قال: حدّثني عمرو بن المتوكل - وكانت أمّه تخدم فاطمة بنت حسين - قال: كان مع محمد يوم قتل سيف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ذُو الفقار، فلما أحسّ الموت أعطى سيفه رجلًا من التجار كان معه - وكان له عليه أربعمئة دينار - فقال له: خذ هذا السيف؛ فإنك لا تلقى به أحدًا من آل أبي طالب إلّا أخذه وأعطاك حقك، قال: فكان السيف عنده، حتى ولي جعفر بن سليمان المدينة فأخبر عنه، فدعا الرجل وأخذ السيف منه، وأعطاه أربعمئة دينار؛ فلم يزل عنده حتى قام المهديّ، وولِي جعفر المدينة، وبلغه مكانُ السيف؟ ؛ فأخذه، ثم صار إلى موسى، فجرّب به على كلب، فانقطع السيف. [٧/ ٥٧٩ - ٥٩٦].
وحدثني أبو عاصم النبيل، قال: حدّثني أخو الفضل بن سليمان النُّميريّ قال: كنا مع محمد، فأطاف بنا أربعون ألفًا، فكانوا حولنا كالحرّة السَّوداء، فقلت له: لو حملت فيهم لانفرجوا عنك، فقال: إنّ أمير المؤمنين لا يحمل، إنه إن حمل لم تكن له بقيّة، قال: فجعلنا نعيد ذلك عليه؛ فحمل، فالتفوا عليه فقتلوه.
وحدثني عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سلم - ويدعى ابن البوّاب؛ وكان خليفة الفضل بن الربيع يحجب هارون - من أدباء الناس وعلمائهم - قال: حدّثني أبي عن الأسلميّ - يعني عبد الله بن عامر - قال: قال لي محمد ونحن نقاتل معه عيسى: تغشانا سحابة؛ فإن أمَطرتنا ظفرنا، وإن تجاوزتْنا إليهم فانظر إلى دمِي على أحجار الزيت؛ قال: فوالله ما لبثنا أنْ أطلّتْنا سحابة فأحالت حتى قلتُ: تفعل، ثم جاوزتنا فأصابت عيسى وأصحابه، فما كان إلا كلا ولا؛ حتى رأيته قتيلًا بين أحجار الزيت.
وحدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أبي الكرام، قال: قال عيسى لحُميد بن قحطبة عند العصر: أراك قد أبطأتَ في أمر هذا الرجل، فولّ حمزة بن