للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك حرْبَه، فقال: والله لو رُمتَ أنت ذاك ما تركتُك؛ أحين قتلتُ الرجال ووجدتُ ريح الفتح! ثم جدّ في القتال حتى قُتِل محمد.

وحدثني جوّاد بن غالب بن موسى مولى بني عِجل، قال: أخبرني حميد مولى محمد بن أبي العباس، قال: اتّهم عيسى حميدَ بن قحطبة يومئذ - وكان على الخيل - فقال: يا حُميد، ما أراك تبالغ، قال: أتتهمني! فوالله لأضربنّ محمدًا حين أراه بالسيف، أو أقتل دونه، قال: فمرّ به وهو مقتول؛ فضربه بالسيف ليبرّ يمينه.

وحدَّثني يعقوب بن القاسم، قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب، قال: قُتِل محمد عند العصر، يوم الإثنين لأربع عشرة ليلة خلتْ من شهر رمضان.

وحدثني أيوب بن عمر، قال: حدّثني أبي، قال: بعث عيسى فدقّ السجن، فحملنا إليه والقتال دائب بينهم؛ فلم نزل مطّرحين بين يديه، حين أتِيَ برأس محمد، فقلتُ لأخي يوسف: إنه سيدعونا إلى معرفته، ولا نعرفه له؛ فإنا نخاف أن نخطئ؛ فلما أتِيَ به قال: أتعرفانه؟ قلنا: نعم، قال: انظرا، أهو هذا؟ قال أبي: فبدرتُ يوسف، فقلت: أرى دمًا كثيرًا وأرى ضربًا؛ فوالله ما أثبِته، قال: فأطلقنا من الحديد، وبتنا عنده ليلتنَا كلها حتى أصبحنا، قال: ثم ولّاني ما بين مكة والمدينة، فلم أزل واليًا عليه حتى قدم جعفر بن سليمان، فحمدوني إليه، وألزمني نفسه.

وحدّثني عليّ بن إسماعيل بن صالح بن ميثم، قال: حدثني أبو كعب، قال: حضرت عيسى حين قتل محمدًا فوضع رأسه بين يديه، فأقبل على أصحابه، فقال: ما تقولون في هذا؟ فوقعوا فيه، قال: فأقبل عليهم قائد له، فقال: كذبتم والله وقلتم باطلًا، لمَا على هذا قاتلناه؛ ولكنه خالف أمير المؤمنين، وشقّ عصا المسلمين، وإن كان لصوّامًا قوّامًا، فسكت القوم.

وحدثني ابن البوّاب عبد الله بن محمد، قال: حدّثني أبي، عن الأسلميّ، قال: قدم على أبي جعفر قادم، فقال: هرب محمد، فقال: كذبت! نحن أهلَ البيت لا نفرّ.

وحدثني عبد الله بن راشد بن يزيد، قال: حدّثني أبو الحجاج الجمّال،

<<  <  ج: ص:  >  >>