ومحمد بن لُوط بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فاسترجعا وقالا: والله ما بقي من أهل المدينة أحدٌ، هذا رأس أبي الشدائد، فالح بن معمر - رجل من بني فزارة مكفوف - قال: فأمر مناديًا فنادى: مَنْ جاء برأس ضربْنا رأسه.
وحدثني عليّ بن زادان، قال: حدّثني عبد الله بن برقي، قال: رأيت قائدًا من قوّاد عيسى، جاء في جماعة يسأل عن منزل ابن هرمز؛ فأرشدناه إليه. قال: فخرج وعليه قميص رياط، قال: فأنزلوا قائدَهم، وحملوه على بِرْذَوْنه وخرجوا به يزفّونه، حتى أدخلوه على عيسى، فما هاجه.
حدثني قدامة بن محمد، قال: خرج عبد الله بن يزيد بن هرمز ومحمد بن عجلان مع محمد، فلما حضر القتال، تقلد كلّ واحد منهما قوسًا، فظننّا أنهما أرادا أن يُريا الناس أنهما قد صَلَحا ذلك.
وحدثني عيسى، قال: حدثني حسين بن يزيد، قال: أتِيَ بابن هرمز إلى عيسى بعدما قتل محمد، فقال: أيها الشيخ، أما وزعك فقهُك عن الخروج مع من خرج! قال: كانت فتنةً شملت الناس، فشملتنا فيهم، قال: اذهب راشدًا.
وحدثني محمد بن الحسن بن زبَالة، قال: سمعتُ مالك بن أنس، يقول: كنتُ آتي ابنَ هرمز فيأمر الجارية فتغلق البابَ، وترخِي الستر، ثم يذكر أوّل هذه الأمّة، ثم يبكي حتى تخضلّ لحيته، قال: ثم خرج مع محمد فقيل له: والله ما فيك شيء، قال: قد علمتُ؛ ولكن يراني جاهل فيقتدي بي.
حدثني عيسى، قال: حدّثني محمد بن زيد، قال: لمّا قُتِل محمدٌ انخرقت السماءُ بالمطر بما لم أر مثله انخرق قطّ منها، فنادى منادي عيسى: لا يبيتنّ بالمدينة أحدٌ من الجند إلا كثير بن حُصَين وجنده، ولحق عيسى بعسكره بالجُرْف؛ فكان به حتى أصبح، ثم بعث بالبشارة مع القاسم بن حسن بن زيد، وبعث بالرأس مع ابن أبي الكرام (١).
وحدّثني محمد بن يحيى، قال: حدّثني الحارث بن إسحاق، قال: لما
(١) إن كان ابن قدامة بن خشرم فقد قال ابن عدي له أحاديث غير محفوظة (ميزان الاعتدال/ تر ٦٨٧١) وإلا لم ندر من هو؟