للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِفَا بقبر ابن النبيّ فسلِّما ... لا بأْسَ أن تَقِفا به فتُسَلِّما

قبرٌ تَضَمَّنَ خَيْرَ أَهْل زَمانه ... حَسَبًا وطيْبَ سجيَّةٍ وتكرُّما

رجلٌ نفى بالعَدْلِ جَوْرَ بِلادِنا ... وعفا عظيماتِ الأُمور وأنعَما

لم يَجْتَنبْ قَصْدَ السبيل ولم يَجُرْ ... عنه ولم يفتح بفاحشةٍ فما

لو أعظَمَ الحَدَثَان شيئًا قبله ... بعد النبيّ به لكنتَ المعظَما

أو كان أمتع بالسلامة قبله ... أحدًا لكان قصارُه أَن يسلَما

ضحَّوا بإبراهيمَ خيرَ ضَحِيَّةٍ ... فتصرَّمت أيامُه وتصرّما

بطلًا يخوضُ بنفسه غمراتِها ... لا طائشًا رَعَشًا ولا مُسْتَسْلما

حتى مضَت فيه السُّيوفُ ورُبَّما ... كانت حُتُوفُهُمُ السيوف ورُبّما

أضحى بنو حَسَن أُبيحَ حَرِيمُهُمْ ... فينا وأصْبحَ نهبُهمْ متقسَّما

ونساؤُهم في دورِهنَّ نوائح ... سَجْعَ الحمامِ إذا الحَمامُ ترنّما

يتوسَّلون بقتلهم ويَرَوْنَه ... شَرَفًا لهم عند الإمام ومَغْنَمَا

والله لو شهد النبيُّ محمّدٌ ... صلّى الإله على النبيّ وسلّما

إِشْراعَ أُمَّتِهِ الأَسَنَّةَ لابْنِه ... حتى تقطَّر من ظُبَاتِهُمُ دما

حَقًّا لأيْقَنَ أنَّهم قد ضَيَّعوا ... تلك القرابةَ واستحلّوا المحرَما

وحدثني إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم، قال: حدثني موسى بن عبد الله بن حسن، قال: خرجتُ من منازلنا بسويقة في الليل، وذلك قبل مُخْرَج محمد بن عبد الله؛ فإذا بنسوة كأنما خرجْن من ديارنا؛ فأخذتْني عليهنّ غَيْرة، فإني لأتبعهنّ أنظر أين يَردْنَ؛ حتى إذا كنّ بطرف الحُميرَاء من جانب الغَرْس؛ التفتت إليّ إحداهنّ، فقالت:

سُوَيْقَةُ بَعْدَ ساكنها يَبَابُ ... لقد أَمستْ أجَدَّ بها الخرابُ

فعرفت أنهنّ من ساكني الأرض، فرجعت.

وحدّثني عيسى، قال: لما قَتَل عيسى بن موسى محمدًا قبض أموالَ بني يحسن كلَّها، فأجاز ذلك أبو جعفر.

وحدّثني أيوب بن عمر، قال: لقيَ جعفر بن محمد أبا جعفر، فقال: يا أمير المؤمنين، رُدّ عليَّ قطيعتي عين أبي زياد آكل من سَعفها، قال: إياي تكلم بهذا الكلام! والله لأزهِقنَّ نفسَك، قال: فلا تعجلْ عليّ قد بلغت ثلاثًا وستين، وفيها

<<  <  ج: ص:  >  >>