للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحملتْ ميسرتهم على مَيمنتِنا، فاشتدّ قتالُهم، وتَحمِل ميسرتُنا على ميمنتهم فتهزمها، ويَحمِل ورقاء بن عازب الأسديّ في الخيل فهزَمهم، فلم يرتفع الضحى حتَّى هزمناهم، وحَويْنا عسكرهم (١). (٦/ ٤٠ - ٤١).

قال أبو مخنف: وحدّثني موسى بن عامر العدَويّ: انتهينا إلى ربيعة بن المخارق صاحبهم، وقد انهزم عنه أصحابه وهو نازل ينادي: يا أولياء الحقّ، ويا أهلَ السمع والطاعة، إليّ أنا ابن المخارق، قال موسى: فأمَّا أنا فكنتُ غلامًا حَدَثا، فَهِبْته ووقفتُ، ويَحمِل عليه عبدُ الله بن ورقاءَ الأسديّ، وعبد الله بن ضَمْرة العذريّ، فقَتَلاه (٢). (٦/ ٤١).

قال أبو مخنف: وحدّثني عمرو بن مالك أبو كبشة القينيّ؛ قال: كنت غلامًا حين راهقتُ مع أحد عمومتي في ذلك العسكر، فلمَّا نزلنا بعسكر الكوفيّين عبَّأنا ربيعة بن المخارق فأحسنَ التعبئة، وجعل على ميمنته ابنَ أخيه، وعلى ميسرته عبدَ ربّه السلميّ، وخرج هو في الخيل والرجال وقال: يا أهل الشام، إنَّكم إنَّما تقاتلون العبيد الأبَّاقَ، وقومًا قد تركوا الإسلام وخرجوا منه، ليست لهم تقيَّة، ولا ينطقون بالعربيَّة؛ قال: فوالله إن كنت لأحْسِب أنّ ذلك كذلك حتَّى قاتلناهم، قال: فوالله ما هو إلّا أن اقتتل الناس إذا رجلٌ من أهل العراق يعترض الناس بسيفه وهو يقول:

بَرِئتُ مِنْ دِينِ المحكِّمينا ... وذَاكَ فينا شَرُّ دينٍ دِينَا

ثمّ إنّ قتالنا وقتالَهم اشتدّ ساعةً من النهار، ثمّ إنَّهم هزمونا حين ارتفع الضحى فقتلوا صاحبَنا، وحَووْا عسكَرَنا، فخرجنا منهزمين حتَّى تلقَّانا عبدُ الله بن حمْلة على مسيرة ساعة من تلك القرية التي يقال لها بنات تلي، فردَّنا، فأقبلْنا معه حتَّى نزل بيزيد بن أنس، فبتْنا متحارِسين حتَّى أصبحنا فصلَّينا الغداة، ثمّ خرجنا على تعبئة حَسَنة، فجعل على ميمنته الزبيرَ بن خُزَيمة، من خثعم، وعلى ميسرته ابن أقيصر القحافيُّ من خثعم، وتقدّم في الخيل والرجال، وذلك يوم الأضحى، فاقتتلنا قتالًا شديدًا، ثمّ إنَّهم هزمونا هزيمةً


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>