قبيحة، وقتلونا قتالًا ذريعًا، وحووْا عسكرنا، وأقبلنا حتى انتهينا إلى عبيد الله بن زياد فحدثناه بما لَقِينا (١). (٦/ ٤١ - ٤٢).
قال أبو مخنف: وحدّثني موسى بن عامر قال: أقبل إلينا عبدُ الله بن حَمْلة الخثعمي، فاستقبل فلَّ ربيعة بن المخارق الغنوىّ فردَّهم، ثمّ جاءَ حتَّى نزل ببنات تلي، فلمَّا أصبح غادوا وغادينا، فتطاردت الخيلان من أوّل النهار، ثم انصرفوا وانصرفْنا، حتَّى إذا صلَّينا الظهر خرجنا فاقتتلنا، ثمّ هزمناهم، قال: ونزل عبد الله بن حَمْلة فأخذ ينادي أصحابه: الكَرَّة بعد الفرّة، يا أهل السمع والطاعة! فحمل عليه عبدُ الله بن قراد الخثعميّ فقتَله، وحوَيْنا عسكرهم وما فيه، وأتِيَ يزيد بن أنس بثلاثمئة أسير وهو في السوق، فأخذ يومئُ بيده أن اضربوا أعناقَهم، فقُتِلوا من عند آخرهم.
وقال يزيد بن أنس: إنْ هلكتُ فأميركم ورقاء بن عازب الأسدي، فما أمسَى حتَّى مات، فصلَّى عليه ورقاءُ بن عازب ودفنَه، فلمَّا رأى ذلك أصحابُه أسقِط في أيديهم، وكَسَر موتُه قلوبَ أصحابه، وأخذوا في دفنه، فقال لهم ورقاء: يا قوم، ماذا ترون؟ إنَّه قد بلغني أنّ عبيد الله بن زياد قد أقبل إلينا في ثمانين ألفًا من أهل الشام، فأخذوا يتسلَّلون ويرجعون، ثم إنّ ورقاء دعا رؤوسَ الأرباع وفُرسانَ أصحابه فقال لهم: يا هؤلاء، ماذا ترون فيما أخبرتُكم؟ إنَّما أنا رجل منكم، ولست بأفضلكم رأيًا، فأشيروا عليّ، فإنّ ابن زياد قد جاءكم في جُنْد أهل الشام الأعظم، وبجلَّتهم وفُرسانهم وأشرافهم، ولا أرى لنا ولكم بهم طاقةً على هذه الحال، وقد هلك يزيدُ بن أنس أميرنا، وتفرّقت عنَّا طائفة مِنَّا، فلو انصرفنا اليومَ من تلقاء أنفسنا قبل أن نلقاهم، وقبلَ أن نَبلُغهم، فيعلَموا أنَّا إنَّما ردَّنا عنهم هلاكُ صاحبنا، فلا يزالوا لنا هائبين لقَتْلنا منهم أميرهم! ولأنَّا إنَّما نعتلّ لانصرافنا بموت صاحبنا، وإنَّا إن لقيناهم اليومَ كنَّا مخاطرين، فإن هُزمنا اليوم لم تنفعْنا هزيمتُنا إيَّاهم من قبل اليوم. قالوا: فإنَّك نعمَّا رأيت، انصرِفْ رحمك الله، فانصرف فبلغ مُنصَرَفُهم ذلك المختارَ وأهلَ الكوفة، فأرْجف الناسُ، ولم يعلموا كيف كان الأمر أنّ يزيد بن أنس هَلَك، وأنّ الناس هُزِموا، فبعث إلى