للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المختار عاملُه على المدائن عينًا له من أنباط السواد فأخبره الخبر، فدعا المختارُ إبراهيمَ بن الأشتر فعَقَد له على سبعة آلاف رجل، ثم قال له: سرْ حتَّى إذا أنت لقيتَ جيشَ ابن أنس فارددْهم معك، ثمّ مرّ حتَّى تلقى عدوّك فتُناجِزَهُم، فخرج إبراهيم فوَضع عسكَره بحمَّام أعْيَن (١). (٦/ ٤٢ - ٤٣).

قال أبو مخنف: فحدّثني أبو زهير النضر بن صالح، قال: لمَّا مات يزيد بن أنس التقَى أشرافُ الناس بالكوفة فأرْجفوا بالمختار وقالوا: قتِل يزيد بن أنس، ولم يصدّقوا أنَّه مات وأخذوا يقولون: واللهِ لقد تأمَّر علينا هذا الرجل بغير رضًا منَّا ولقد أدنى مواليَنا، فحمَلَهم على الدواب، وأعطاهم وأطعَمَهم فيئنا، ولقد عصتْنا عبيدُنا، فحرِب بذلك أيتامنا وأراملنا، فاتَّعدوا منزلَ شَبَث بن ربعيّ وقالوا: نجتمع في منزل شيخنا - وكان شبث جاهليًّا إسلاميًّا - فاجتمعوا فأتَوا منزلَه، فصلَّى بأصحابه، ثمّ تذاكروا هذا النحو من الحديث قال: ولم يكن فيما أحدث المختارُ عليهم شيء هو أعظمُ من أن جعل للموالي الفَيء نصيبًا - فقال لهم شَبَث: دعوني حتى ألقاه؛ فذهب فلقيه، فلم يدعْ شيئًا ممَّا أنكره أصحابه إلّا وقد ذاكَرَه إيَّاه، فأخذ لا يذكر خصلةً إلّا قال له المختار: أُرضِيهم في هذ الخَصلة، وآتي كلَّ شيء أحبّوا؛ قال: فذكر المماليك؛ قال: فأنا أردّ عليهم عبيدَهم، فذكر له الموالي، فقال: عمدتَ إلى موالينا، وهم فيءٌ أفاءَه الله علينا وهذه البلاد جميعًا فأعتقْنا رقابَهم، نأمُلُ الأجرَ في ذلك والثواب والشكر، فلم تَرْض لهم بذلك حتَّى جعلتَهم شركاءَنا في فيئنا، فقال لهم المختار: إنْ أنا تركتُ لكم مواليكم، وجعلتُ فَيْئَتكم فيكم، أتقاتلون معي بني أميَّة وابنَ الزبير، وتعطُون على الوفاء بذلك عهدَ الله وميثاقَه، وما أطمئنّ إليه من الأيمان؟ فقال شبَث: ما أدري حتَّى أخرج إلى أصحابي فأذاكرَهم ذلك، فخرج فلم يرجع إلى المختار. قال: وأجمعَ رأي أشرافِ أهل الكوفة على قتال المختار (٢). (٦/ ٤٣ - ٤٤).

قال أبو مخنف: فحدّثني قُدامةُ بن حوْشب، قال: جاءَ شَبَث بن رِبْعيّ وشَمِر بن ذي الجَوْشن ومحمَّد بن الأشعث وعبد الرحمن بن سعيد بن قيس حتَّى دخلوا على كعب بن أبي كعب الخثعميّ، فتكلَّم شَبَث، فَحَمِد الله وأثَنى عليه،


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>