للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ أخبره باجتماع رأيهم على قتال المختار، وسأله أن يجيبهم إلى ذلك، وقال فيما يَعُيب به المختار: إنَّه تأمَّر علينا بغير رِضًا منَّا، وزعم أنّ ابنَ الحنفيَّة بعثه إلينا، وقد علمْنا أنّ ابن الحنفيَّة لم يفعل، وأطعم موالِيَنا فيئنا، وأخذ عبيدَنا، فحرِب بهم يتامانا، وأراملنا، وأظهر هو وسَبئيَّته البراءةَ من أسلافنا الصالحين، قال: فرحّب بهم كعب بن أبي كعب، وأجابهم إلى ما دَعَوْه إليه (١). (٦/ ٤٤).

قال أبو مخنف: حدّثني أبي يحيى بن سعيد أنّ أشراف أهل الكوفة قد كانوا دخلوا على عبد الرحمن بن مخنف، فدعَوه إلى أن يجيبهم إلى قتال المختار، فقال لهم: يا هؤلاء، إنَّكم إن أبيتم إلّا أن تخرجوا لم أخذُلكم، وإن أنتم أطعتموني لم تخرجوا، فقالوا لِمَ؟ قال: لأني أخاف أن تتفرّقوا وتختلفوا وتتخاذَلوا، ومع الرجل والله شجعاؤكم، وفرسانكم من أنفسكم؛ أليس معه فلان وفلان! ثمّ معه عبيدُكم ومواليكم، وكلمةُ هؤلاء واحدةٌ، وعبيدكم ومواليكم أشدّ حَنَقًا عليكم من عدوّكم، فهو مقاتلكم بشجاعة العرب، وعداوةِ العَجَم، وإن انتظرتموه قليلًا كُفيتموه بقدوم أهلِ الشام، أو بمجيء أهل البصرة، فتكونوا قد كُفيتموه بغيركم، ولم تَجعَلوا بأسَكم بينكم، قالوا: نَنْشَدُك الله أنْ تخالفنا، وأن تُفسد علينا رأينَا وما قد اجتمعتْ عليه جماعتُنا، قال: فأنا رجلٌ منكم، إذا شئتم فاخرجوا، فسار بعضُهم إلى بعض وقالوا: انتظروا حتى يذهب عنه إبراهيم بن الأشتر؛ قال: فأمهلوا حتى إذا بلغ ابن الأشتر سابَاطَ، وثَبُوا بالمختار، قال: فخرج عبدُ الرحمن بنُ سعيد بن قيس الهمدانيّ في همدانَ في جبَّانة السَّبيع، وخرج زَحْر بن قيس الجُعْفي، وإسحاق بن محمَّد بن الأشعث في جبَّانة كِنْدة (٢). (٦/ ٤٤ - ٤٥).

قال هشام: فحدّثني سليمان بن محمَّد الحضرميّ، قال: خرج إليهما جبير الحضرميّ فقال لهما: اخرُجا عن جَبّانتنا، فإنَّا نكره أن نُعْرَى بشرّ؛ فقال له إسحاق بن محمَّد: وجبَّانتُكم هيَ؟ قال: نعم، فانصرفوا عنه؛ وخرج كعب بن أبي كعب الخثعميّ في جبَّانة بشر، وسار بشير بن جرير بن عبد الله إليهم في بَجِيلة، وخرج عبد الرحمن بن مخنف في جبَّانة مخنف، وسار إسحاق بن


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>