للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد وزَحْر بن قيس إلى عبد الرّحمن بن سعيد بن قيس بجبَّانة السَّبيع، وسارت بجيلةُ وخَثْعم إلى عبد الرحمن بن مخنف، وهو بالأزْد، وبلغ الَّذين في جبَّانة السَّبيع أنّ المختار قد عبَّأ لهم خيلًا ليسير إليهم فبعثوا الرسل يتلو بعضُها بعضًا إلى الأزْد وبَجِيلة وخثعم، يسألونَهم بالله والرّحم لمّا عَجِلوا إليهم، فساروا إليهم واجتمعوا جميعًا في جبَّانة البيع، ولمَّا أن بلغ ذلك المختار سرَّه اجتماعهم في مكان واحد، وخرج شمر بن ذي الجوشن حتَّى نزل بجبَّانة بني سَلول في قيس، ونزل شَبَث بن ربعيّ وحسّان بن فائد العبسيّ وربيعة بن ثروانَ الضبيّ في مُضَر بالكُناسة، ونزل حجَّار بن أبْحر ويزيد بن الحارث بن رؤيم في ربيعة فيما بين التَّمَّارين والسَّبَخة، ونزل عمرو بن الحجَّاج الزّبيديّ في جبَّانة مُراد بمَنْ تبعه من مَذْحج، فبعث إليه أهلُ اليمن: أن ائتنا، فأبى أن يأتيَهم وقال لهم: جدّوا، فكأني قد أتيتُكم، قال: وبعث المختار رسولًا من يومه يقال له عمرو بن تَوْبة بالرَّكض إلى إبراهيم بن الأشتر وهو بسَابَاط ألّا تضع كتابي من يدك حتَّى تُقبل بجميع مَنْ مَعَك إليّ، قال: وبعث إليهم المختار في ذلك اليوم: أخبروني ما تريدون؟ فإني صانع كلَّ ما أحببتم، فقالوا: فإنَّا نريد أن تعتزِلَنا، فإنَّك زعمتَ أن ابنَ الحنفيَّة بعثك ولم يبْعَثك.

فأرسل إليهم المختارُ أن ابعثوا إليه من قبَلكم وفدًا، وأبعثُ إليه من قِبَلي وفدًا، ثمّ انظروا في ذلك حتَّى تَتَبَيَّنُوه؛ وهو يريد أن يريثهم بهذه المقالة ليَقدَم عليه إبراهيمُ بن الأشتر، وقد أمر أصحابه فكفّوا أيديهم، وقد أخذ أهلُ الكوفة عليهم بأفواه السكك، فليس شيء يصل إلى المختار ولا إلى أصحابه من الماء إلّا القليل الوتْح، يجيئهم إذا غفلوا عنه، قال: وخرج عبدُ الله بن سَبيع في الميدان، فقاتلته شاكر قتالًا شديدًا، فجاءه عُقْبة بن طارق الجُشَميّ فقاتل معه ساعة حتى ردَّ عاديَتَهم عنه، ثمّ أقبلا على حاميتهما يسيران حتَّى نزل عُقبة بن طارق مع قيس في جبَّانة بني سَلول، وجاء عبد الله بن سَبيع حتَّى نزل مع أهل اليمن في جبَّانة السَّبيع (١). (٦/ ٤٥ - ٤٦).

قال أبو مخنف: حدّثني يونس بن أبي إسحاق، أنّ شمر بن ذي الجوشن أتَى


(١) في إسنادها هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>