للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي موسى الأشعريّ، عن شيخ: قال: لمَّا أسر سراقة البارقيّ، قال: وأنتم أسرتموني! ما أسَرَني إلّا قوم على دوابّ بُلق، عليهم ثيابٌ بيض، قال: فقال المختار: أولئك الملائكة، فأطْلَقه فقال:

ألا أبلغ أبا إسحاقَ أَنى ... رأَيتُ البُلْقَ دَهْمًا مصمتاتِ

أُرِي عينيَّ ما لمْ تَرْأياه ... كلانَا عالمٌ بالتُّرَّهاتِ (١)

(٦/ ٥٥).

قال أبو مخنف: حدّثني عمير بن زياد أنّ عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمْدانيّ قال يومَ جبَّانة السبيع: ويحكم! من هؤلاء الَّذينَ أتَوْنا من ورائنا؟ قيل له: شِبَام؛ فقال: يا عجبا! يقاتلني بقَوْمي من لا قومَ له (٢). (٦/ ٥٥).

قال أبو مخنف: وحدّثني أبو روق أنّ شُرحبيل بن ذي بُقلان من الناعطيِّين قُتِل يومئذ، وكان من بيوتات هَمْدان، فقال يومئذ قبل أن يُقتَل: يا لها قتلةً، ما أضلّ مقتولها! قِتال مع غير إمام، وقتالٌ على غير نيَّة، وتعجيلُ فراقِ الأحبَّة، ولو قتلناهم إذًا لم نسلم منهم، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون! أما والله ما خرجْتُ إلا مواسيًا لقومي بنفسي مخافَة أن يُضطهَدوا؛ وايم الله ما نجوْتُ من ذلك ولا أنجُوا، ولا أغنيت عنهم ولا أُغنُوا، قال: ويرميه رجل من الفائشيِّين من هَمْدانَ يقال له أحمر بن هديج بسهم فيقتله.

قال: واختصَم في عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمدانيّ نفرٌ ثلاثة: سِعْر ابن أبي سعر الحنفيّ، وأبو الزبير الشِّباميّ: ورجل آخر؛ فقال سِعْر: طعنته طعنة، وقال أبو الزبير: لكن ضربتُه أنا عشرَ ضَرَبَات أو أكثر، وقال لي ابنه: يا أبا الزبير، أتقتل عبد الرحمن بن سعيد سيّد قومكِ! فقلت: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} , فقال المختار: كلّكم محسن، وانجلَت الوَقعة عن سبعمئة وثمانين قتيلًا من قومه (٣). (٦/ ٥٦).


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>