للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو مخنف: وحدّثني الحارث بن حَصِيرة، عن أبي صادق أنّ إبراهيم بن الأشتر كان يقول لصاحب رايته: انغمس بِرايتك فيهم، فيقول له: إنَّه - جُعلت فِداك - ليس لي مُتقَدَّم، فيقول: بلى، فإنّ أصحابك يقاتلون؛ وإنّ هؤلاء لا يَهْربون إن شاء الله؛ فإذا تقدّم صاحبُ رايته برايته شدَّ إبراهيمُ بسيفه فلا يضرب به رجلًا إلا صرعه، وكرّد إبراهيم الرجال من بين يديه كأنَّهم الحُمْلان، وإذا حمل برايته شدّ أصحابُه شدّةَ رجل واحد (١). (٦/ ٨٩ - ٩٠).

قال أبو مخنف: حدّثني المشرقيّ أنّه كان مع عبيد الله بن زياد يومئذ حديدةٌ لا تُليق شيئًا مرّت به، وأنه لمَّا هُزِم أصحابه حمل عُيَيْنَةُ بن أسماء أختَه هند بنت أسماءَ - وكانت امرأة عُبيدِ الله بن زياد - فذهب بها وأخذ يرتجز ويقول:

إنْ تَصْرِمي حِبَالَنا فَرُبَّما ... أَرْدَيْتُ في الهَيْجَا الكَمِيَّ المُعلِما (٢)

(٦/ ٩٠)

قال أبو مخنف: وحدّثني فُضَيل بن خَديج أنّ إبراهيم لمَّا شدّ على ابن زياد وأصحابه انهزموا بعد قتال شديد وقتلى كثيرة بين الفريقين، وأنّ عُمير بن الحُباب لمَّا رأى أصحابَ إبراهيم قد هَزموا أصحابَ عبيد الله بعث إليه: أجيئك الآن؟ فقال: لا تأتينّي حتَّى تسكن فورةُ شرطة الله، فإني أخاف عليك عادِيتَهَم.

وقال ابن الأشتر: قتلت رجلًا وجدتُ منه رائحة المسك، شَرّقتْ يداه وغرّبت رجلاه، تحتَ راية منفردة، على شاطئ نهر خازَرَ، فالتمسوه فإذا هو عُبيد الله بن زياد قتيلًا، ضربه فقدَّهُ بنصفين، فذهبت رجلاه في المشرق، ويداه في المغرب، وحمل شريك بن جدير التَّغلبيّ على الحصين بن نُمَير السَّكونيّ وهو يَحسبه عُبيد الله بن زياد، فاعتنق كلّ واحد منهما صاحبه، ونادى التغلَبيّ: اقتلوني وابن الزانية؛ فقتِل ابن نُمَير (٣). (٦/ ٩٠).

قال هشام: قال أبو مخنف: حدّثني فُضَيل بن خديج، قال: قتِل شرحبيل بن ذي الكَلاع، فادّعى قتلَه ثلاثة: سُفْيان بن يزيد بن المغفَّل الأزْديّ، وورقاء بن


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٣) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>