للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما في سقائك مُسْتنطَفٌ ... إذا الشَّوْلُ رَوح أغبارُها

فيا وَاهِبَ الوُصَفَاءِ الصِّبَا ... ح إن شُبرَتْ تَمّ إِشبارُها

ويا وَاهِبَ الجُرْد مِثْلَ القِدا ... ح قَدْ يُعجِبُ الصّفَّ شُوَّارها

ويا واهبَ البَكَرات الهِجا ... نِ عُوذًا تَجاوَبُ أَبكارُها

وكنتَ كدِجْلةَ إذْ تَرْتَمي ... فيُقذَفُ في البحر تَيَّارُها

وكنتَ جليدًا وذا مِرَّةٍ ... إذا يُبتَغى منكَ إِمرارُها

وكنتَ إذا بَلدةٌ أَصْفَقَتْ ... وآذَنَ بالحَرْب جَبَّارُها

بَعثْتَ عليها ذَواكي العُيو ... نِ حتَّى تَواصل أخبارُها

بإِذنٍ مِن اللهِ والخيلُ قد .... أعِدَّ لذلك مِضْمَارُها

وقد تُطعَمُ الخَيْلُ منك الوَجِيـ ... ـفَ حتَّى تُنَبَّذ أَمهارُها

وقد تَعلَمُ البازلُ العَيْسَجُو ... رُ أَنَّك بالخَبْتِ حَسَّارُها

فيا أسَفَى يومَ لاقيتَهُم ... وخانتْ رجالَك فُرَّارُها

وأقبلتِ الخيلُ مَهزُومَة ... عِشَارًا تُضَرَّبُ أَدبارُها

بشطِّ حَرُوراءَ واسْتَجْمَعَتْ ... عليكَ المَوالي وسَحَّارُها

فأخْطرتَ نفسَك من دُونهم ... فحاز الرَّزيئَةَ أَخطارُها

فلا تَبْعَدنَّ أبا قاسمٍ ... فقد يَبلغُ النفسَ مِقدارُها

وأَفنى الحوادثُ سَادَاتِنا ... ومَرّ الليالي وتَكْرَارُها (١)

(٦/ ١٠١ - ١٠٣).

قال هشام: قال أبي: كان السائب أتى مع مُصعبِ بنِ الزّبير، فقتله وَرْقاء النَّخَعيّ مِنْ وَهْببل، فقال وَرْقاء:

مَنْ مُبلغ عنِّي عُبَيْدًا بأنَّني ... عَلوتُ أَخاه بالحُسام المهَنَّد

فإنْ كنتَ تبغِي العلمَ عنه فإنَّه ... صريِعٌ لدَى الدَّيرين غيرُ مُوَسَّدِ

وعَمْدًا علوتُ الرأسَ منه بصارمٍ ... فأثكلتُهُ سُفْيانَ بعدَ محمّدِ

(٦/ ١٠٣).

قال هشام عن أبي مِخنَف، قال: حدّثني حَصِيرة بن عبد الله، أنّ هِندًا بنت


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>