للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتكلّفة الناعِطِيّة كان يَجْتَمع إليها كلّ غالٍ من الشيعة فيتحدّث في بَيْتها وفي بيت لَيْلى بنت قُمامَة المُزَليَّة، وكان أخوها رِفاعة بن قمامةَ من شيعة عليّ، وكان مقتصدًا، فكانت لا تُحبُّه، فكان أبو عبد الله الجُدَليّ ويزَيد بن شَراحِيل قد أخبرَا ابنَ الحنفيَّة خبرَ هاتَين المرأتين وغلوَّهما وخبر أبي الأحراس المراديّ والبُطَيْن الليثي وأبي الحارِث الكِنْدِيّ (١). (٦/ ١٠٣).

قال هشام عن أبي مِخنَف: قال: حدّثني يحيى بنُ أبي عيسى، قال: فكان ابنَ الحنفيَّة قد كتب مع يزيدَ بن شراحيل إلى الشيعة بالكوفة يُحذِّرهم هؤلاء، فكتب إليهم:

من محمَّد بن علي إلى مَن بالكوفة من شيعتنا، أمَّا بعد، فاخرُجوا إلى المجالس والمَساجد فاذكروا الله علانيةً وسِرًا ولا تتّخذوا مِنْ دُون المؤمنين بِطَانَةً، فإنْ خَشيتم على أنفسكم فاحذروا على دينكم الكذّابين، وأكثِروا الصلاة والصّيام والدّعاء، فإنَّه ليس أحدٌ من الخَلْق يَمْلك لأحد ضَرًّا ولا نَفْعًا إلّا ما شاء الله، وكلٌّ نفس بما كَسَبتْ رَهينةَ، ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى، والله قائمٌ على كلّ نفس بما كسبَتْ؛ فاعمَلوا صالحًا، وقدّموا لأنفسكم حَسنًا، ولا تكونوا من الغافلين، والسلام عليكم (٢). (٦/ ١٠٣ - ١٠٤).

قال أبو مِخنَف: فحدّثني حَصيرة بنُ عبدِ الله، أنّ عبد الله بن نَوْف خرج من بيت هند بنتِ المتكلّفة حين خرج الناسُ إلى حَرُوراءَ وهو يقول: يومُ الأربعاء، ترفَّعت السماء، ونزَلَ القضاء، بهزيمة الأعداء، فاخرجوا على اسم الله إلى حَروراء، فخرج، فلمَّا التقى الناس للقتال ضُرِب على وجهه ضربةً، ورجع الناسُ منهزِمين، ولقيَه عبدُ الله بنُ شريك النَّهْديّ، وقد سمع مقالتَه، فقال له: ألم تزعمْ لنا يابن نَوْف أنَّا سنهزِمهم! قال: أوَ ما قرأت في كتاب الله: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ}! قال: فلمَّا أصبَح المصعَب أقبلَ يَسير بِمَن مَعَه من أهل البصرة وَمَنْ خرج إليه من أهل الكوفة، فأخذ بهم نحو السَبَخة، فمرّ بالمهلَّب، فقال له المهلَّب: يا لَه فتحًا ما أهنأهُ لو لم يكن محمَّد بنُ الأشعث


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>