للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَبلناه حرُمتْ عليكم أموالنا ودماؤنا، وكنَّا لكم إخوانًا، وإن نحن لم نقبَلْه رددْتمونا إلى مأمَننا، ثمّ رأيتم رأيكم فيما بيننا وبينكم، قالوا لهم: فهذا لكم، فلما أصبحوا خرجوا إليهم، فعَرَض عليهم أصحابُ شبيب قولَهم، ووصفوا لهم أمرَهم، فقَبِلوا ذلك كلَّه، وخالطوهم، ونَزلوا إليهم، فدخل بعضهم إلى بعض، وجاء شبيب قد اصطلحوا، فأخبرَه أصحابُه خبرَهم، فقال: أصَبتم ووُفّقتم وأحَسنتُم.

ثمّ إن شبيبًا ارتحل فخرجت معه طائفة وأقامتْ طائفةٌ جانحة، وخرج يومئذ معه إبراهيمُ بن حَجَر المحلَّمي أو الصُّقَير كان مع بني تَيْم بنِ شيبان نازلًا فيهم، ومضى شبيب في أداني أرض المَوْصل وتخُوم أرض جُوخى، ثم ارتفع نحو أذرَبِيجانَ، وأقبل سفيان بن أبي العالية الخَثْعميّ، في خيل قد كان أمر أن يدخل بها طَبَرسْتان، فأمِر بالقُفولِ، فأقبلَ راجعًا في نحو من ألف فارس، فصالح صاحب طَبَرَستانَ (١). (٦/ ٢٢٥ - ٢٢٦).

قال أبو مخنف: فحدّثني عبدُ الله بن علقمة عن سفيان بن أبي العالية الخثعميّ أنّ كتاب الحجَّاج أتاه: أما بعد، فسرْ حتَّى تنزل الدسْكرة فيمن معك، ثمّ أقِم حتَّى يأتيَك جيشُ الحارث بن عميرة الهَمْدانيّ بن ذي المِشعار، وهو الَّذي قتَل صالحَ بن مسرّح وخيل المناظر، ثمّ سِرْ إلى شبيب حتَّى تُناجزَه، فلمَّا أتاه الكِتاب أقبَل حتَّى نزل الدّسْكرة، ونُوديَ في جيش الحارثِ بن عميرة بالكوفة والمَدائن: أنْ بَرِئت الذّمَّة من رجل من جيش الحارث بنِ عميرة لم يُواف سُفيان بن أبي العالية بالدّسْكرة.

قال: فخرجوا حتَّى أتوه، وأتته خيلُ المناظر، وكانوا خمسمئة، عليهم سَوْرة بن أبْجَر التميميّ من بني أبَان بنِ دارم، فوافَوْه إلا نحوًا من خمسين رجلًا تخلَّفوا عنه، وبعث إلى سُفيان بن أبي العالية ألّا تبرح العسكَر حتَّى آتيَك، فعَجل سفيانُ فارتحل في طلب شبيب، فلَحِقه بخانِقِين في سَفْحِ جبل على ميمنته خازمُ بن سُفيان الخثعميّ من بني عمرو بن شَهْران، وعلى ميسرته عديّ بن عميرة الشَّيبانيّ، وأصحَرَ لهم شبيب، ثم ارتفع عنهم حتَّى كأنَّه يكره لقاءَه، وقد أكمن


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>