عملنا إلى فلان بن فلان، والحقُّ بأهلك ملومًا مدحورًا (١).
وذكر الرّبيع أنَّه قال: أدخِل على المنصور سهيل بن سالم البصريّ، وقد وُلِّي عملًا فعزِل، فأمر بحبسه واستئدائه، فقال سهيل: عبدك يا أمير المؤمنين، قال: بئس العبد أنت! قال: لكنك يا أمير المؤمنين نِعمَ المولى! قال: أمَّا لَكَ فلا.
وقال: وذكر عن الفضل بن الرَّبيع عن أبيه، أنَّه قال: بينا أنا قائم بين يدي المنصور أو على رأسه؛ إذ أتِيَ بخارجيّ قد هزم له جيوشًا، فأقامه ليضرب عنقه، ثم اقتحمته عينه، فقال: يابن الفاعلة، مثلك يهزم الجيوش! فقال له الخارجيّ: ويلك وسوءة لك! بيني وبينك أمس السيف والقتل، واليوم القذف والسبّ! وما كان يؤمنك أن أرُدّ عليك وقد يئستُ من الحياة فلا تستقيلها أبدًا! قال: فاستحيا منه المنصور وأطلقه، فما رأى له وجهًا حولًا.
ذكر عبد الله بن عمرو الملحيّ أن هارون بن محمَّد بن إسماعيل بن موسى الهادي: حدثني عبد الله بن محمَّد بن أبي أيوب المكّي، عن أبيه، قال: حدثني عُمارة بن حمزة، قال: كنت عند المنصور، فانصرفت من عنده في وقت النهار، وبعد أن بايع النَّاس للمهديّ، فجاءني المهديّ في وقت انصرافي، فقال لي: قد بلغني أنّ أبي قد عزم أن يبايع لجعفر أخي، وأعطِي الله عهدًا لئن فعل لأقتلنه، فمضيت من فوري إلى أمير المؤمنين، فقلت: هذا أمر لا يؤخّر، فقال الحاجب: الساعةَ خرجْتَ! قلتُ: أمر حدَث، فأذن لي، فدخلت إليه، فقال لي: هيه يا عمارة! ما جاء بك؟ قلتُ: أمر حدث يا أمير المؤمنين أريد أن أذكره، قال: فأنا أخبرك به قبل أن تخبرني، جاءك المهديّ فقال: كيت وكيت، قلتُ: والله يا أمير المؤمنين لكأنّك حاضر ثالثنا، قال: قل له: نحن أشفق عليه من أن نعرضه لك.
وذكر عن أحمد بن يوسف بن القاسم، قال: سمعتُ إبراهيم بن صالح، يقول: كُنَّا في مجلس ننتظر الإذن فيه على المنصور، فتذاكرنا الحجّاج، فمنَّا مَنْ حمِده ومنا مَن ذمّه، فكان ممن حمِده معن بن زائدة، وممّن ذمّه الحسن بن زيد، ثم أذن لنا فدخلنا على المنصور، فانبرى الحسن بن زيد، فقال: يا أمير