أشياخه، أن أبا جعفر لما قَتل محمَّد بن عبد الله بالمدينة وأخاه إبراهيم بيَاخَمْرَى وخرج إبراهيم بن حسن بن حسن بمصر فحمِل إليه، كتب إلى بني عليّ بن أبي طالب بالمدينة كتابًا يذكر لهم فيه إبراهيم بن الحسن بن الحسن وخروجه بمصر، وأنّه لم يفعل ذلك إلَّا عن رأيهم، وأنهم يدأبون في طلب السلطان، ويلتمسون بذلك القطيعة والعُقوق، وقد عجزوا عن عَدَاوة بني أميَّة لمّا نازعوهم السلطان، وضعفوا عن طلب ثأرهم؛ حتَّى وثب بنو أبيه غضبًا لهم على بني أميَّة، فطلبوا بثأرهم، فأدركوا بدمائهم، وانتزعوا السلطان عن أيديهم، وتمثّل في الكتاب بشعر سُبيع بن ربيعة بن معاوية اليربوعيّ:
وَدَبَّ رِجالٌ للرِّياسَةِ منكمُ ... كما دَرَجَتْ تحْتَ الغديرِ الضَّفَادعُ؟
وذكر عن يَحْيَى بن الحسن بن عبد الخالق، قال: كان أرزاق الكتاب والعمّال أيَّام أبي جعفر ثلثمائة درهم؛ فلما كانت كذلك لم تزل على حالها إلى أيَّام المأمون، فكان أوّل مَنْ سنّ زيادة الأرزاق الفضل بن سهل، فأمَّا في أيَّام بني أميَّة وبني العباس فلم تنزل الأرزاق من الثلثمائة إلى ما دونها، كان الحجّاج يُجرِي على يزيد بن أبي مسلم ثلثمائة درهم في الشهر.
وذكر إبراهيم بن موسى بن عيسى بن موسى، أنّ ولاة البريد في الآفاق كلِّها كانوا يكتبون إلى المنصور أيَّام خلافته في كلّ يوم بسعر القمح والحبوب والأُدْم، وبسعْرِ كلّ مأكول، وبكلّ ما يقضي به القاضي في نواحيهم، وبما يعمل به الوالي وبما يرد بيتَ المال من المال، وكلّ حدث، وكانوا إذا صلَّوا المغرب يكتبون إليه بما كان في كلّ ليلة إذا صلّوا الغداة؛ فإذا وردت كتبهم نظر فيها، فإذا رأى