للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن أحبّ أن تضمن لي قضاء هذه الحاجة فإنّي لم أسألكها من حيث تتوهّم، وإنَّما قلت ذلك على الحقيقة، فأحبّ أن تضمنَ لي هذه الحاجة وأن تقضيَها لي، فقلت: الأمر لأمير المؤمنين وعليّ السمع والطاعة، قال: والله - قلت والله ثلاثًا - قال: وحياة رأسي! قلت: وحياة رأسك، قال: فضع يدك عليه واحلف به، قال: فوضعت يدي عليه، وحلفت له به لأعملنّ بما قال، ولأقضينّ حاجته. قال: فلما استوثق مني في نفسه، قال: هذا فلان بن فلان، من ولد عليّ، أحبّ أن تكفيَني مؤونته، وتريحني منه، وتعجِّل ذلك. قال: قلت: أفعل، قال: فخذه إليك، فحوّلته إليّ، وحوّلت الجارية وجميع ما كان في البيت من فرش وغير ذلك، وأمر لي معه بمائة ألف درهم (١).

قال: فحملت ذلك جملة، ومضيتُ به، فلشدّة سروري بالجارية صيّرتها في مجلس بيني وبينها ستر، وبعثتُ إلى العلويّ، فأدخلته على نفسي، وسألته عن حاله، فأخبرني بها، وبجُمَل منها، وإذا هو ألبّ النَّاس وأحسنُهم إبانة.

قال: وقال لي في بعض ما يقول: وَيْحك يا يعقوب! تلقى الله بدمي، وأنا رجل من ولد فاطمة بنت محمَّد! قال: قلت: لا والله فهل فيك خير؟ قال: إن فعلتَ خيرًا شكرتُ ولك عندي دعاء واستغفار. قال: فقلت له أي الطرق أحبُّ إليك؟ قال: طريق كذا وكذا، قلتُ: فَمنْ هناك ممّن تأنس به وتثق بموضعه؟ قال: فلان وفلان، قلت: فابعث إليهما، وخُذْ هذا المال، وامض معهما مصاحبًا في ستر الله، وموعدك وموعدهما للخروج من دارِي إلى موضع كذا وكذا - الذي اتفقوا عليه - في وقت كذا وكذا من الليل؛ وإذا الجاريةُ قد حفظت عليّ قولي؛ فبعثتْ به مع خادم لها إلى المهديّ، وقالت: هذا جزاؤك من الذي آثرته على نفسك؛ صنع وفعل كذا وكذا؛ حتَّى ساقت الحديث كلّه، قال: وبعث المهديّ من وقته ذلك، فشحن تلك الطرق والمواضع التي وصفها يعقوب والعلوّي برجاله، فلم يلبث أن جاءوه بالعلويّ بعينه وصاحبيه والمال، على السجيّة التي حكتها الجارية. قال: وأصبحتُ من غدِ ذلك اليوم، فإذا رسولُ المهديّ يستحضرني - قال: وكنتُ خاليَ الذرع غير مُلقٍ إلى أمر العَلويّ بالًا حتَّى


(١) هذا خبر منكر وفي إسناده مجهول. وانظر تعليقنا في آخر الخبر [٨/ ٦٠] وتعليقنا [٨/ ١٦٢/ ١].

<<  <  ج: ص:  >  >>