عذافر الصيرفي وعليّ بن السابق القلاس الكوفيّ، وأن يصلبَا، فصلبوهما بباب الجسر، وكانا أُسِرا بفَخّ. وغضب على مبارك التركيّ، وأمر بقبض أمواله وتصييره في ساسة الدوابّ، وغضب على موسى بن عيسى لقتله الحسن بن محمد، وأمر بقبض أمواله.
وقال عبد الله بن عمرو الثلجيّ: حدّثني محمد بن يوسف بن يعقوب الهاشميّ، قال: حدثّني عبد الله بن عبد الرحمن بن عيسى، قال: أفلت إدريس بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب، من وقعة فَخّ في خلافة الهادي، فوقع إلى مصر، وعلى بريد مصر واضح مولى لصالح بن أمير المؤمنين المنصور، وكان رافضيًا خبيثًا، فحمله على البريد إلى أرض المغرب، فوقع بأرض طَنْجة بمدينة يقال لها وَليلة، فاستجاب له مَنْ به وبأعراضها من البربر، فضرب الهادي عنق واضح وصلَبه.
ويقال: إنّ الرَّشيد الذي ضرب عنقه، وأنه دس إلى إدريس الشماخ اليماميّ مولى المهديّ، وكتب له كتابًا إلى إبراهيم بن الأغلب عامله على إفريقيَّة، فخرج حتى وصل إلى وليلة وذكر أنه متطبِّب، وأنه من أوليائهم، ودخل على إدريس فأنِس به واطمأنّ إليه، وأقبل الشمّاخ يريه الإعظام له والميل إليه والإيثار له فنزل عنده بكلّ منزلة. ثم إنه شكا إليه علّةً في أسنانه، فأعطاه سنونًا مسمومًا قاتلًا، وأمره أن يستنّ به عند طلوع الفجر لليلته، فلما طلع الفجر استنّ إدريس بالسنون، وجعل يردّه في فيه، ويكثِّر منه، فقتله. وطُلِب الشمّاخ فلم يُظفر به، وقدم على إبراهيم بن الأغلب فأخبره بما كان منه، وجاءته بعد مقدمة الأخبار بموت إدريس، فكتب ابن الأغلب إلى الرّشيد بذلك، فولَّى الشمّاخ بريد مصر وأجاره، فقال في ذلك بعض الشعراء - أظنه الهنازيّ: